مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 20-09-2005, 03:22 AM   #12
صالح أبو
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
المشاركات: 151
نعم وأقولها :
نحن لسنا ضد الجهاد في العراق ، لكنا ضد هدم الجهاد فيه بتصرفات لا تخدم الجهاد ولا تنصر المسلمين هناك ؛ بل هم أول من يكتوي بنارها ، وهذه التصرفات والاجتهادات الشخصية هي من أعظم أسباب سقوط الأنفس المسلمة رخيصة: إما بسلاح العدو الفتاك حين تجتمع هذه الحشود من الشباب الضعيف الذي لا يعي حجم الخطر الذي ألم به ،
أو بقتل المسلمين بأيدي المسلمين _ وهو مصيبة أعظم _ لاختلاف في رأي ، أو لأن قاتل هؤلاء المسلمين تأول قتلهم بتأويل بعيد المنال _ سواء كان القاتل من الجماعات ، أو من الحكومة التي أثخنت وأسرفت في تقتيل المسلمين _ .

وأما قولي : كفانا إهداراً لأرواح المسلمين ؛ فأقولها أيضاً ، وقد قال الله عز وجل " ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم " ، ولم يعلق كونه مؤمناً بكونك تعتقد إيمانه _ لأنك أعقل من أن تقتل مؤمناً عبثاً _ فإن كان مؤمناًَ عند الله عز وجل وتسببت بقتله فقد حقت عليك عقوبة الله عز وجل ولو ظننت وتأولت كفره ، لأن أسامة رضي الله عنه : لما قتل الرجل الذي يقال له مرداس ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أقتلته وقد قال لا إله إلا الله !!! " ، وهم في موضع الحرب ، وقد قالها ليتقي القتل ، ومع ذلك يقول له النبي صلى الله عليه وسلم : " كيف تصنع بلا إله إلا الله ؟ " ، ولذا كانت دماء المسلمين غالية في نفس أسامة ، وندم على اجتهاده الذي تبين مخالفته للصواب وهو في لحظة اضطر فيها للاجتهاد من تلقاء نفسه ، فليتنا نعي عظمة وحرمة دماء المسلمين عند أسامة بن زيد رضي الله عنه .
ولا تعارض بينها وبين قوله تعالى : " ويتخذ منكم شهداء " لأنها فيمن قاتل الأعداء ؛ لا فيمن عرض نفسه رخيصة تباع في سوق النخاسة ، وجعل نفسه دمية يتلقفها من لا يقيم لدماء المسلمين وزناً ، فتنبه .

وفقني الله وإياك لكل خير ، ولا تنسى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في جوف الليل في استفتاح صلاة الليل : " اللهم رب جبرائيل وإسرافيل وميكائيل ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " .

وأرجو أن لا تنسى أن الاختلاف لا يفسد للود قضية _ وهو ظني فيك _ لكنا إخوة نتصارح ويبوح كل منا بما في نفسه ، علنا أن نصل إلى الاتفاق في القضية ، وأقل القليل أن يكون " معذرة إلى ربكم ولعلهم يرجعون " ليبين كل منا الحق الذي يدين الله به ، ولتتمعن الكلام وتقرأه بتجرد ، ولك مني كل المحبة والتقدير .


محبك / صالح أبو
__________________
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً***بالطوب يرمى فيرمي طيب الثمر
صالح أبو غير متصل