في مدينتي! يعيش رجال المرور في سبات عميق، أشبه بالبيات الشتوي والصيفي معا، فهم لا يستيقظون إلا على أنين الحوادث وتتطاير الأرواح ولمّا يصلوا بعدُ !
في مدينتي! رجال المرور آخر من يعلم عن أماكن الازدحام المروري، بل قد يتهربون منها لأنهم لا يريدون أن يقفوا تحت أشعة الشمس!
في مدينتي! يتجاهل رجال المرور أنهم وجودوا لخدمة المواطن، بينما هم يجيدون فقط الوقوف في منتصف الطرقات والمنعطفات الخطيرة وفي الأنفاق ورصد المخالفات، والأجمل أنهم لا يظهرون إلا في العشر الأخيرة من كل شهر رفقا بالمواطن كي لا تثقله المصاريف قبل الراتب!. وملخص المخالفات ( تظليل سيارة ورخصة منتهية صالحيتها) يا الله إنسان يقود لسنوات وتنتهي صلاحية معرفة قيادته للسيارة!، والأعجب أن باقي المخالفات ليس لها عنوان في مدوناتهم !.
في مدينتي! رجال المرور ( يترززون ) في سيارات شبابية ( إ فجي – وجيب ربع) وكأنهم في ساحة استعراض للسيارات !.
في مدينتي! يقف رجال المرور عند بعض الإشارات، وتقطع الإشارة أمام أعينهم، وهم يقبلون أجهزة الهواتف المحمولة، أو يعبثون بأنوفهم !.
في مدينتي! لا تستطيع إدارة المرور أن توائم بين خروج الموظفين من بيوتهم وعودتهم من أعمالهم وأوقات ( الورديات )، لأن أوقات التبديل تكون متزامنة مع أوقات الدوام، فحينها يتسابقون في الشوارع ليصلوا أولا للتخلص من العمل! ويتجاهلون كثيرا من الحوادث والازدحامات !.
في مدينتي! ساهر يحتاج إلى ساهر ( يا عيني عليك )، غباء مركب، وسيارة ساهر تضطجع في جانب الطريق وبجوارها سيارة مرور، وكأن الله لم يخلق للناس عيوناً!. ولو أوقفوا ساهراً عند الإشارات لكان أَولى وأحق بالاحترام!.
في مدينتي! تقع عدد من المخالفات المرورية ولكنها لا تعتبر مخالفات ولله في خلقه شؤون!، فالدخول العشوائي إلى ( الدوار) وعدم إعطاء الأحقية لمن بداخله، وتجاوز الخط الأصفر عند الإشارة، وعكس الطريق، والتجاوز من اليمين، وتبديل المسارات من غير إنذار سابق ... وغيرها!. كلها تعبر أمام عيني رجل المرور ولا يلقي لها بالاً .
فاصلة :
أخي المواطن: إذا وجدت الملاحظات أعلاه في مدينتك فاعلم أنّ نظام المرور لدينا فاشل!!.
اقتراحات:
1- إلغاء ما يسمى بـ ( تصريح القيادة ) مطلقا لمن هم دون الثامنة عشر. والاكتفاء برخصة القيادة التي تعطى بعد ذلك شرط اجتياز دورة تأهيلية في أنظمة القيادة وأخلاقها، كلّ الدول لا تسمح بقيادة السيارة لمن هم دون 18.
2- إيجاد دورة لـ ( أخلاق القيادة ) قبل الدخول في برنامج القيادة ( التدريب على القيادة ) تشمل هذه الدورة أبرز الأخطاء الشائعة، وكيفية التعامل مع الآخرين في الطريق وعدم استشعار أن الطريق لك وحدك. أو أن قائد السيارة يشعر وهو في الطريق أنه في بيته فمرة يمينا ومرة شمالا. أو أنه هو الوحيد المشغول فتجده يسابق الهواء من أجل أن يشاهد مباراة أو يذهب إلى استراحة زملائه.
3- مبدئيا أحق الناس بالحزم هم رجال المرور ومن يتبعهم من عناصر أمنية أخرى، فإذا لم يلتزموا بالأنظمة والقرارات فغيرهم أولى بذلك. ولكن لا يعني ذلك أن نتساهل في تطبيق الأنظمة بل يجب الآن تعديل كثير منها ليكون الحزم أقوى، ولا شيء سوى ( الحزم والشدة ) يقلي بظلاله على قيادتنا للسيارة، فكل الوسائل التي أرى أنها اتخذت لم تعد مجدية لا نصح ولا إرشاد ولا وسائل تنبيه ولا وسائل حماية ولا غير ذلك.
أخيرا، أتساءل لماذا إذا خرجنا إلى بلاد أخرى وهي مجاورة لنا تغيّرت طريقة قيادتنا للسيارة، والتزمنا بحزام الأمان ولم نتجاوز المسارات بشكل عشوائي ولم نقطع الإشارة. أترى كان الخلل منا أو من النظام ؟ ولماذا لا يكون التزامنا في ذلك عاما هنا وهناك، إننا نعكس جزءا من تربيتنا ومن مجتمعنا.
الكاتب فصحيفة عاجل
أحمد اللهيب
----------------------------------------------------------------------------------------------------------