مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 15-10-2011, 08:08 AM   #18
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها عاشقة مكة
جزاك الله خير لدي سؤال بالنسبة لتعريف الحمد بدأ يشرح لنا أحد الأساتذة بالكلية ويحلل السورة فقال الله سبحانه هو الذي لايحمد ع مكروه سواه

بعد ذلك سمعت أن هذا لا يصح لإن المكروة لاينسب إلى الله فما صحة ذاك ولك مني خالص الشكر


أختي الكريمة : المكروه لا ينسب إلى الله تعالى أدبا , ولكن لا شك أن كل ما يأتي للإنسان من مرغوب أو مكروه إنما هو من عند الله " { وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} (78) سورة النساء .

ولا شك أيضا أن في حياة الإنسان مكروهات تصيبه من وفاة أو مرض أو فتنة أو نحو ذلك , والله تعالى يقول في كتابه العزيز : "{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216) سورة البقرة
فالذي كتب القتال وفرَضَه هو الله تعالى , وهو الذي أثبت أنه مكروه لنا .

إذن لا أرى في كلمة ( لا يُحمَد على مكروه سواه ) بأساً , لأن المراد مكروه الدنيا من وفاة أو مرض أو طلاق أو نحو ذلك
فحين يمرض أحدنا فإنه يقول : الحمد لله
وحين يموت لأحدنا قريب فإنه يقول : الحمد لله .
وحين تأتيه مصيبة في ماله أو ولده فإنه يقول : الحمد لله

وكل هذه مكروهات بالنسبة له , ومع ذلك فإنه لم يستحق الحمد عليها إلا الله وحده لا شريك له .

والله تعالى أعلم .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل