23-09-2005, 01:51 AM
|
#2
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
|
- 2 -
يزعم هذا المسكين أنَّ هناك من رفع شعار (الولاء والبراء) من أجل أن يضع اسفين –على حد تعبيره- (عقائدي) بين الدولتين: السعودية، وأمريكا (!).
فهو قد حصر ولاءه وبراءه على المصالح الوطنية –فحسب-، وأغفل الثوابت الدينية.
ولن يعجبه الحديث في مسألة (الولاء والبراء) هذه؛ إذ يرى أنه شعار يُرفع لردم المصالح الوطنية.
ولأنَّ (الولاء والبراء) قد فُهِمَ على غير وجهه الصحيح؛ فهناك من يحرفون في النصوص كي يكفروا عباد الله.
ولستُ أشكُّ في أنَّ أهلَ الغلوِّ في التكفير قد خلطوا في هذا الباب، وأحدثوا بسببه ما أحدثوا؛ لكنَّ ترديد عبارة: ((هناك من جعل الولاء والبراء قنطرة للتكفير)) من غير التزام المنهج الصحيح في هذا الباب يدل على (ببغاويَّة) غبيَّة؛ فمن يردد دعاوى ساغَ له ظاهرها، ولم يعي حقيقتها فهو ببغاء!.
ولهذا الغبي فقهٌ جديد؛ إذ يقول معلّقا على قوله تعالى:
(و لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
«الخطاب هنا يختص برسول الله صلى الله عليه وسلم ...
عند دعوته لهم للدخول إلى ملة الإسلام ... وان يتركوا ملتهم ...
ولكن ما يخص المؤمنين فقد قال الله تعالى :
(ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)
فلا تضربوا القرآن بعضه ببعض ... بجهل .. بينما القرآن يفسر بعضه بعضا .... (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .. أنت يا محمد ... ولكن بالنسبة للمؤمنين .لتجدن أقربهم مودة لهم الذين قالوا انا نصارى ...أما المشركين واليهود ... فهم أعداء للمؤمنين إلى يوم القيامة»اهـ. [الشاطبي: منتديات القمة: السياسية: مستر بوش .. لله درك .. وليتك تكمل جميلك]!.
ألا قطع الله لسانَك –إن لم تتب-، أيها الغبي الجاهل!.
وانظر –أخي القارئ إلى تفسير العلامة الشوكاني –رحمه الله- لقوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة:120] إذ يقول –رحمه الله-:
«.. وفي هذه الآية من الوعيد الشديد الذي ترجف له القلوب وتتصدع منه الأفئدة، ما يُوجِب على أهل العلم الحاملين لحجج الله سبحانه والقائمين ببيان شرائعه، ترك الدهان لأهل البدع المتمذهبين بمذاهب السوء، التاركين للعمل بالكتاب والسنة، المؤثرين لمحض الرأي عليهما؛ فإنَّ غالب هؤلاء وإن أظهر قبولاً وأبان من أخلاقه لينا لا يرضيه إلا اتباع بدعتِه والدخول في مداخلِه والوقوع في حبائلِه، فإن فعل العالم ذلك بعد أن علَّمه الله من العلم ما يستفيد به أن هدى الله هو ما في كتابه وسنة رسوله، لا هم ما عليه من تلك البدع التي هي ضلالة محضة، وجهالة بيّنة ورأي منهار، وتقليد على شفا جرف هار، فهو إذ ذاك ما له من الله من ولي ولا نصير ومن كان كذلك فهو مخذول لا محالة وهالك بلا شك ولا شبهة»اهـ. [فتح القدير: تفسير سورة المائدة، آية رقم: 120].
سبحان الله! لقد أخذ العلامة الشوكاني من هذه الآية تحذيرا عاما لأهل العلم بأن يبتعدوا عن مداهنة أهل الباطل، ولم يحصر الباطل في مذهب اليهود والمشركين؛ بل حذّر من أهل الباطل عامة.
أما هذا الغبي الجاهل؛ فيزعم أن تلك الآية خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم دونَ أمَّته، ثم زعم أنَّ اليهود والمشركين هم من أمرنا بعداوتهم إلى يوم القيامة دون النصارى، وعلى رأسهم حبيبه بوش!.
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]
صفحة ناشر الفصيح
|
|
|