وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما أجملهم من بشر أولئك الذي نجدُ عطاؤهم لا محدود ومندفعٌ من الوجدان والروح
وما أجملهم من بشر أولئك الذين يرسمون الخير في لوحةٍ إنسانيةٍ عظيمة تجسد معنى العطاء والإيثار
أولئك الذين تحلّوا بأجملِ الخصال وأطيبها , حيث قال تعالى : { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}
وكثيرةٌ هي النماذج لتلك الفئة الخيّرةِ من الناس,وكثيرة هي المواقفُ التي شاهدناها
ومررنا بها تستحقّ الذكر ولكن لا يستحضر في ذهني سوى أعظمها والأجدر بالذكر هنا :
قريبتي _رحمها الله _لم تتزوج قط, ولكنها أفنت عمرها في تربية أبناء جيرانهم الذي توفيت والدتهم ووالدهم وهم صغاراً , فسخرت بيتها لاحتضانهم ونشأتهم, كأنهم أبناءها بل امتد نظرها لأبعد مدى فسألت أختها إرضاع صغار الذكور منهم ليحرموا عليها عند كبرهم, ليتسنى لها تربيتهم دون حرج, بل وقامت بالنفقة على دراستهم حتى حصل بعضهم على أعلى الشهادات وتزويجهم من مالها الخاص علماً أنه لا قرابة لهم بها سوى الجيرة,والتقاء بعيد في النسب , ورفضِ الزواج لألّا تترك هؤلاء اليتامى بلا مأوى.بالرغم لمعارضة إخوتها لها لرفضها الزواج إلا انها كانت
دائماً تذكرهم بأجر كافل اليتيم وترجو الأجر من الله.
رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى
تباشير المطر~
أسأل الله أن يحفظكِ
وأن يرزقكِ نوراً يملأ فؤادكِ