أرى أن في كلامك تناقض قد يكون ذلك بسبب سوء فهمي ولكن أقبل وجهة نظري
أقول أن من قصد الفلسفة طالباً ومريداً توسيع إدراكه فلابد من أن يقع في حيرة وإضطراب ... لماذا ؟
لأن العقل حيما تستخدمه في الإستدلال وتستمر على ذلك فإن هذا الفعل يجعل لصاحبه طريقة في إستقبال الدليل وطريقة في التفكير مغايرة عن الآخرين فحاله كحال من يرفض الغيب بحجة أنه لم يلمس ويحس لأنه قد تمرس على ذلك فلا يثبت إلا ما يلمسه ويحسه وكذلك هو حال أهل الفلسفة لا يثبتون إلا ما قام الدليل العقلي عليه وقد يقوم دليل في عقولهم السقيمة ويقرون هذا الدليل ولكن تمر السنين ثم ينقضونه لأن العقل إكتشف خلاف ذلك وهكذا يثبتون ما نقضوه بالأمس وينقضون ما أثبتوه اليوم فهم في أمرٍ مريج حينما إبتعدوا عن نور الوحي ... فلا شك بأن من دخل الفلسفة لابد له من إنحراف لأن العقل لا تتحكم به أنت ولا تستطيع أن تسكته فإذا إتسع إدراكك زادت أسألتك وكانت أجرأ بكثير وستتعدى على الثوابت رغماً عنك شئت أم أبيت لأنك لن ترتاح وهذا أمرٌ معروفٌ ومشهور .. وبالله التوفيق
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
قال الله تعالى ( والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) العنكبوت :69
علق سبحانه الهداية بالجهاد,فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً,وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى,وجهاد الشيطان,وجهاد الدنيا,فمن جاهد هذه الأربعة في الله,هداه الله سبل رضاه الموصله إلى جنته,ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.
ابن القيم الفوائد,ص:58
أتشرف بزيارتكم لقناتي
http://www.youtube.com/user/shanan00