25-10-2011, 07:45 AM
|
#2
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها معاني17 |
 |
|
|
|
|
|
|
أخي الفاضل : طاب لي حوارك وسعة صدرك
بدا لي أنك لاتريد العودة إلى هذه المسألة ، بعد قولك : هذا مالدي ...
رغم أهمتيها ، فلو كتبت عبارة " اسْتَبْدِِلْ الأشرطةَ الإسلاميةَ بأشرطة الأغاني "
حسب زعمك بصحتها ...
لسببت إشكالا في فهمها لعامة الناس ، وليس جميع الناس يقرؤون مقالات كبير المحايدين
جميع الآيات الكريمة اللتي أوردتها ، لا تبدأ بفعل أمر ، وليس فيها حث على استبدال
بل هي في معرض الإنكار ، أوالإخبار ، أوالنهي ، أو الوصف بالضلال ...
و جملتنا المطروحة للنقاش هي في الحث فقد بدأت بفعل أمر (استبدل)
ثم إن معنى كلمة (استبدل) بكسر الدال هو غيّر بكسر الياء المشددة
توافقني عليه أنت بطريق غير مباشر في قولك في ذات المسألة أن العبارة بمعنى خذ واترك
إذ الأخذ والترك يقتضي التغيير .
صحيح أن المعنى لايصح مع الآية الكريمة التي أوردت في ردك ، لأنها سبقت بنهي .. ومثلها بقية الآيات الكريمة .
(وليتك لم تضع علامتي تنصيص على المعنى الذي لايصح )
ففي كلامنا يجوز أن نقول : غيّر الخبيث بالطيب ولو سبقت الجملة بنهي لما صح المعنى
ثم إنك تقول بأنك تتكلم عن ناحية لغوية بحتة وليس كلاما بلاغيا .
أوليست البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال ؟
فالحال مختلف تماما بين الآيات الكريمة ،وعبارتنا
أخي الفاضل ماجعلني أتجرأ وأدلي ببضاعتي المزجاة ، هي تلك المنطقة الفضفاضة التي رسمتها بقولك .. أنها خلاف الأفصح ، وأنك تتحاشى التخطئة المطلقة للجملة .
أشكرك بحجم الطهر الذي يسكن جنبيك
ثم لا أنسى .. الحمدلله على سلامة زين النساء
|
|
 |
|
 |
|
شكرا لك أخي الكريم , وسلمك الله , والشر ما يجيك عزيزي .
أنا لا أزعم أن كلمة ( استبدل الأشرطة الإسلامية بأشرطة الأغاني ) هي الصحيحة , بل هذا محل اتفاق , ولا أحد من العلماء يجعلها خطأ , ولهذا قال أبو حيان رحمه الله عند قوله تعالى : " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير " : والذي دخلت عليه الباء هو الزائل كما قررناه في غير مكان " البحر المحيط : 1/377 .
لكن الاختلاف ( بيني وبينك على الأقل ) في العكس , فأنت الذي تزعم صحة العكس ( استبدل أشرطة الأغاني بأشرطة إسلامية ) وهذه الجملة مخالفة لصريح كلام العرب .
وكون الأفعال المستدل بها أمر أو نهي أو مضارع لا يغير من الأمر شيئا , لأن المسألة في تعدي الفعل بحرف الجر المذكور وليست القضية بنوع الفعل .
وحينما ترجع إلى كتب النحو واختلافهم في بعض الأفعال في التعدي واللزوم , ويقولون هذا الفعل مثلا يتعدى بنفسه وهذا يتعدى بحرف الجر , فإنهم لا يفرقون بين أن يكون ماضيا أو مضارعا أو أمراً ,, لأن قوة الفعل واحدة , والمعنى الجذري للفعل واحد .
أما قولك : إنها تسبب إشكالا لدى الناس ,,,
فكلامك صحيح , لكن من السبب ؟؟
السبب هو بعدنا عن الفصاحة اللغوية المستمدة من كتاب الله تعالى وفصيح كلام العرب
وربما أردت أن تقول : خطأ شائع خير من صواب ضائع !
وهذا منهج سار عليه كثير من الدارسين في هذا العصر , وربما كان معهم شيء من الصواب في بعض الأحوال .
ولكن لا بأس من بيان الصواب من القول , ورد العامة إلى الفصيح , ليعلموا ذلك ,,
ولو تداولنا الصواب كثيرا لربما زال الإشكال عند الناس .
ولكن : لك الحق في مراعاة أحوال الناس , ولا سيما أن تخريجك اللغوي لها قد يحمل نوعا من الصحة , وأنا أقول ( قد ) لأني لا أريد منعه نهائيا فليس لي الحق في ذلك , فاللغة مشاعة للجميع , ولأنه قد يكون توجيهك جيدا ومقبولا لكني غير مقتنع به ,, وما يضيرك ألا أقتنع به , فربما لو عرضته على الأشياخ في هذا الفن لكان لهم رأي أجود مما طرحتُه آنفا .
أشكرك أخي الكريم على نقاشك الجميل , وجزاك الله خيرا على إثراء الموضوع بما يفيد الجميع .
تقبل تحياتي .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|
|
|