خلق التسامح
في زمان العيش الصعب تسود المشاحة ’ وتتوتر الأعصاب ’ ويشعر الكل
أنهم مظلومون من قبل الجميع ’ ويظن كل واحد أنه يعيش مأساة فريدة ’
وينتظر من الآخرين أن يقدروا ذلك ’ وأن يصبروا على ما يرونه منه ..
في هذه الحال تبرز قيمة الإحساس المرهف ’ وأن يبدي كل احد ما يستطيع من التفهم لأوضاع الآخرين ,
إلى جانب المسامحة , وسعة الصدر , والصبر على الأذى .
وهذه في الحقيقة من أهم مظاهر ( اللياقة الخلقية ).
قد لا نملك شيئاً ملموساً نخفف به من عناء إخواننا ومعارفنا ’
لاكن نملك دائماً ما يمسح على الجرح ’ ويطيب الخواطر ’
ويرفع المعنويـات ’ ويفسح في آماد التفاؤل والبِشر .
قال أحدهم :
لا خيل عندك تهديها لا مـــال
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
وقال عمرو بن معديكرب :
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولاكن أخــــلاق الرجـــــال تضيق
والأجر المنتظر على ذلك من الله جل وعلا كبير , وليس ثمة منافسة أشرف من المنافسة في هذه السبيل .
.