الألف اللينة : هي حرف المد المعروف المفتوح ما قبلها دوماً , وهي تقع وسطاً وآخراً , ولا تقع أولاً , لأنها ساكنة طبعاً , ولا يبتدأ بساكن .
فإن وقعت وسطاً فإنها تكتب ( ألفا ) طويلة دوما , ولا إشكال في ذلك .مثال : جدار , غلام , يقال , مفتاح , أنهار .
أما إذا وقعت طرفاً أي آخرا فهنا الإشكال , لأن فيها تفصيلا طويلا , وتسمى إذا تطرفت ألفا مقصورة ( أحيانا ) .
و يخطئ كثير من الناس في التفريق بين الألف الممدودة والألف المقصورة , فيظن أن الممدودة هي المكتوبة بشكل العصا نحو ( ا ) نحو : دَعَا , غَزا , العِدا , دنيا ..
وأن المقصورة هي المكتوبة بألف على شكل الياء ( ى ) مثل : هُدى , سجى , متى ...
وهذا الاعتقاد خاطئ وغير صحيح , لأن الألف في الأمثلة السابقة كلها ألف مقصورة , وليست ممدودة .
إذن ما هي الألف الممدودة ؟
الجواب : الألف الممدودة هي التي يمد معها الصوت , ويقع بعدها همزة نحو : صحراء , حمراء , عوراء , خضراء , خنفساء .
وهي لا تقع إلا في الأسماء , فلا توجد في الأفعال ولا في الحروف .
وهي قسمان :
1. ألف ممدودة بعدها همزة أصلية مثل : بناء , كساء , دعاء , سماء , رجاء , وفاء ....
2. ألف ممدودة وبعدها همزة زائدة , وهي إما أن تكون زائدة للتأنيث نحو : حمراء , صحراء , عرجاء , حوراء , خضراء , خنفساء , كبرياء .
وإما أن تكون زائدة للجمع نحو : أنبياء , علماء , وزراء , حكماء , أصفياء ..
وهذه الهمزة على اختلاف أنواعها تكتب بطريقة واحدة : ألف وبعدها همزة .
أما الألف المقصورة ( اللينة ): فهي الألف اللازمة التي تقع آخر الكلمة وليس بعدها همزة .
وتقع في الاسم والفعل والحرف , وهي الألف الليّنة .
مثالها في الأفعال : دَعا , غزا , رمى , يسعى , يخشى , يحيا ..
ومثالها في الحروف : إلى , على , خلا , حاشا , ما , لما , لولا ...
ومثالها في الأسماء : هُدى ,, عصا , رُبَا , حلا .. الخ
والسؤال الآن : كيف تكتب الألف المقصورة ؟
هل تكتب بالألف الطويلة ( ا ) أم بالألف اليائية ( ى ) ؟
الجواب : المسألة تحتاج إلى تفصيل :
أولا : في الأفعال : القاعدة واضحة ومطردة في هذا الباب , وهو أن الفعل قسمان :
إما ثلاثي , وإما زائد على الثلاثي .
فإن كان زائدا على الثلاثة فتكتب ألفُه بشكل الياء ( ى ) إلا في حالة واحدة , وهي إذا سُبِقَت الألف بحرف الياء , فإنها تكتب بالعصا .
مثال المسبوقة بياء : اسْتَحْيا , يَحْيَا العدل .
ومثال ما يكتب بشكل الياء ( وهو الكثير ) : أعطى , وأغنى , غنّى , وألقى , استقصى , احْلَوْلَى , يخشى ,,
أما إن كان ثلاثيا , فإننا ننظر في أصل الألف , فإن كان أصلا واواً كتبت بالعصا نحو : دَعَا , وغَزَا , وطَفَا , ونَجَا ,, لأنك تقول في المضارع : يدعو , يغزو , ويطفو , وينجو ...
فعرفتا أن الألف أصلها واواً , فوجب كتابتها بالعصا .
وأما إن كان أصلها ياء , فتكتب على شكل الياء نحو : رمى , سعي , طوى ,
هَدى , لأنك تقول في المضرع : يرمي , سعى سعياً , يطوي , يهدي .
والمراد هنا أن الألف لما كان أصلها ياء كتبت على شكل الياء .
ثانياً : في الحروف .
الغالب في الحروف المنتهية بألف أن تكتب بألف طويلة ( ا ) مثل : إذا , لَمّا , ما , حاشا , عدا , خلا , أمّا , أمَا , إلا , ألا , كلا , كلما , لولا , لوما , مهما , لا .
ويستثنى من ذلك أحرف قليلة مثل : متى , إلى , على , بَلَى .
ثالثاً : الأسماء .
وهي قسمان :
القسم الأول : أسماء أعجمية , وهي تكتب كلها بالألف الطويلة مثل : فرنسا , شبرا , بريطانيا , هولندا , إيطاليا , كندا , حيفا , يافا , زليخا , ماريا , بوذا , ساندرا ..
ويستثنى من ذلك خمسة أسماء : " موسى , عيسى , كسرى , بخارَى , مَتَّى " .
القسم الثاني : أسماء عربية .
وهي نوعان :
الأول : أسماء زائدة على الثلاثة , وهذه قاعدتها مثل قاعدة الأفعال الزائدة على الثلاثة ,, أي أن الأصل كتابتها بشكل الياء إلا إن سُبقَت الألف بياء , فإنها تكتب ألفا طويلة
مثال المسبوقة بألف : الدنيا , الدنايا , النوايا , الزوايا , قضايا , ريّا , ثُرَيا , مُحَيّا .
وإذا لم تسبق بياء كُتبت بشكل الياء مطلقا نحو : قصوى , حبلى , ليلى , دَعْوَى , سلمى , سلوى , نجوى , مستشفى , مستقصى , مصطفى , صَرْعَى , سُكارَى .
القسم الثاني : أسماء ثلاثية .
وهذه فيها مذهبان مشهوران :
المذهب الأول : النظر إلى أصل الألف , فإن كان أصلها واوا كتبت ألفا طويلة , وإن كان أصلها ياء كتبت بشكل الياء .
أي أننا ننظر إلى أصل الألف .
فمثال ما أصله واو : قَفا , عَصا , رُبا , العُلا , الحِجا , الذُّرا , العِدا .
ومثال ما أصله ياء : الهُدى , والفتى , دُمَى , الهوى , القُرى , السُّرى ..
وهذا مذهب البصريين .
المذهب الثاني : أجاز الكوفيون ما كان جمعا على وزن ( فُعَل ) بضم الفاء , أو ( فِعَل ) بكسر الفاء أن يكتب بالياء سواء أكان واويا أو ياء نحو : العُلى , الذُّرى , الرُّبى , العِدى , الحِجى .
س : كيف نعرف أصل الألف ؟
ج : نعرفه غالبا بالجمع أو التثنية , فمثلا : عصا يثنى فيقال : عَصَوَان , فرجعت الواو فعرفنا أن أصلها واو فتكتب بالألف .
وفتى تثنى فيقال : فَتَيان , فجاءت الياء فعرفنا أن الألف يائية , فتكتب بالياء .
ومع التدرب والممارسة يستطيع الإنسان أن يكتب الكلمة صحيحة تلقائيا دون أن يجد حرجا أو مشقة في حفظ هذه التفريعات .
خاتمة : هنا مسألتان :
1. إذا وقع بعد الألف اللينة ضمير أو اسم ظاهر فإنها تكتب ألفا طويلة أيا كان نوعها , لأنها أصبحت الآن في وسط الكلمة مثل : قصارى : قُصاراه , حبارى : حُباراه .
مستشفى : مستشفاك ,, فتى : فتاه .
ما عدا بعض الأسماء المبنية وبعض حروف الجر التي تكتب بالياء , فإنها عند اتصال ضمير بها تقلب ياء نحو : إلى : إليك , على : عليْك , لدى : لديْك .
2. الاسم المنون المنصوب توضع في آخره ألف , وتكتب عصا طويلة نحو : رأيتُ زيداً , وأكرمت محمدا , وقرأت كتابا , فجرنا الأرض عيونا .. الخ .
هذا ما تيسر كتابته في الألف اللينة أو المقصورة كما يسميها بعضهم , ولا شك أن هناك تفريعات أعرضت عنها تسهيلا للموضوع , وعدم الإغراق في الجزئيات .
مراجع في الموضوع :
1. كتاب الإملاء : حسين والي .
2. قواعد الإملاء : عبد السلام هارون .
3. الإملاء والترقيم لعبد العليم إبراهيم .
كتبه : أبو سليمان علي الحامد
بريدة 28 /11 /1432 هـ