بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضل / أبو فارس الخالدي
لا زال دأب السلف هو الأدب الجم والحوار النزيه
والتناصح فيما بينهم بنية صادقة لا بقصد التشهير ولا بقصد التشفي
ومثل هذه الصور التي ذكرت نستطيع أن نسميها ( عملات نادرة ) قل
أن تجد مسلما تزكو وتسمو نفسه ليتعامل مع مخالفه بهذا السمو
مثلما كان في تلك الصور ..
وأذكر صورة جميلة من تلك الصور المشرقة بين سلفنا رحمهم الله تعالى
وهي أن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى اختلف هو ويونس الصدفي
في مسألة من المسائل وكان قد شاع أمر خلافهما بين طلبة العلم
ممن يحبون ترسيخ التمذهب والتحزب والذين كانوا
ينتظرون أن يتراشق الإمامان ببذي ِّ الكلام وساقط القول وفي ذات يوم ٍ
خرج الشافعي ويونس الصدفي متشابكي الأيدي وهما مبتسمان
فهال الأمر بعض صغار الطلبة ودهماء العامة إذ كيف يختلفان في مسألة
ويخرجان كمن لا خلاف بينهما فقيل ليونس الصدفي رحمه الله تعالى
هذا الكلام فقال : ( ألا يحسن أن نكون إخواننا وإن اختلفنا في مسألة .. )
إن يونس رحمه الله يريد أن يرسخ مفهوما مهما يجب أن يستلهمه
المسلمون كافة وهو أن الخلاف في مسألة فقهية فرعية وجزئية صغيرة
لا يفسد لودنا قضية ولا يعكر لجونا صفوا ولا يكدر لمائنا زلالا ً ..
أراد يونس ُ رحمه الله أن يبذر في طلابه حسن الظن بالناس وحملهم على المحامل
الحسنة والنوايا الطيبة ..
أبافارس
شكرا لك ..