(( قُل الله اعلم بما لبثوا له غيب السماوات والارض أبصر به وأسمع مالهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحداً _
واتل ما أحوي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحداً _ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي
يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريدو زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا _
_ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا لظالمين نارًا أحاط بهم سُرادقُها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء
كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً _ إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات إنا لانضيع أجر من أحسن عملاً ))
,,,
قوله تعالى: « إنا أعتدنا » أي أعددنا. « للظالمين » أي للكافرين الجاحدين. « نارا أحاط بهم سرادقها » قال الجوهري: السرادق واحد السرادقات
التي تمد فوق صحن الدار. وكل بيت من كرسف فهو سرادق. قال رؤبة:
يا حكم بن المنذر بن الجارود سرادق المجد عليك ممدود
يقال: بيت مسردق. وقال سلامة بن جندل يذكر أبرويز وقتله النعمان بن المنذر تحت أرجل الفيلة:
هو المدخل النعمان بيتا سماؤه صدور الفيول بعد بيت مسردق
وقال ابن الأعرابي: « سرادقها » سورها. وعن ابن عباس: حائط من نار. الكلبي: وقال ابن الأعرابي: « سرادقها » سورها.
وعن ابن عباس: حائط من نار. الكلبي: عنق تخرج من النار فتحيط بالكفار كالحظيرة. القتبي: السرادق الحجرة التي تكون حول الفسطاط. وقال ابن عزيز.
وقيل: هو دخان يحيط بالكفار يوم القيامة، وهو الذي ذكره الله تعالى في سورة « والمرسلات » . حيث يقول: « انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب » [ المرسلات: 30 ]
وقوله: « وظل من يحموم » [ الواقعة: 43 ] قاله قتادة. وقيل: إنه البحر المحيط بالدنيا. وروي يعلي بن أمية قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( البحر هو جهنم - ثم تلا - نارا أحاط بهم سرادقها - ثم قال - والله لا أدخلها أبدا ما دمت حيا ولا يصيبني منها قطرة ) ذكره الماوردي.
وخرج ابن المبارك من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لسرادق النار أربع جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة ) . وخرجه أبو عيسى الترمذي، وقال فيه: حديث حسن صحيح غريب.
قلت: وهذا يدل على أن السرادق ما يعلو الكفار من دخان أو نار، وجدره ما وصف.