مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 30-10-2011, 05:19 PM   #17
ذكـريـات الصبـا
عـضـو
 
صورة ذكـريـات الصبـا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2010
البلد: في بساتين الرضى }|..
المشاركات: 1,290
قوله تعالى : {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (6) سورة الكهف


( لعلّ ) هنا للإشفاق , والمعنى إشفاق على النبي صلى الله عليه وسلم أن يهلك نفسه جزعاً وحزناً على قومه لأنهم لو يؤمنوا بهذا القرآن .
وباخع : أي مُهْلِكٌ .
على آثارهم : أي من بعدهم , أي بعد يأسك من إيمانهم , أو بعد موتهم على الكفر .
الحديث هنا : هو القرآن الكريم , كما قال سبحانه : " {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ } (23) سورة الزمر
و( أسفا ) أي حزنا , وهي مفعول لأجله من الفعل ( باخع ) والمعنى : لعلك مُهْلِكٌ نفسك أسفاً عليهم لأنهم لم يؤمنوا بالقرآن الكريم ؟؟
وهذه الآية الكريمة تبين موقف النبي صلى الله عليه وسلم من قومه وحزنه عليهم , ومثلها قوله سبحانه :{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (3) سورة الشعراء .
وهذا يدل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالناس عامة , وشفقته عليهم حين ماتوا على الكفر , أو عاشوا على الضلال ولم يؤمنوا به وبالقرآن الذي أنزل عليه , وهذا مصداق قوله سبحانه عن نبيه صلى الله عليه وسلم : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء , والرحمة هنا للعالمين جميعاً , فهو صلى الله عليه وسلم يرحمهم ويشفق عليهم أن يموتوا على الكفر , فيدخلوا النار .
فصلوات الله وسلامه عليه بأبي هو وأمي ما أرحمه وأشفقه وأحناه !
وإذا رحمتَ فأنت أم أو أبٌ ,,, هذان في الدنيا هما الرُّحَماءُ

وقوله تعالى : {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } (7) سورة الكهف
قوله " أيهم أحْسَنُ عملا : هذا معنى عظيم قل من يفطن له ,,
قال الفضيل : أحسن العمل أخلصُه وأصوَبُه .
فالعمل له شرطان : أن يكون خالصا لوجه الله , وأن يكون صوابا على سنة رسول الله .
وليست العبرة بكثرة العمل , ولا بحسن النية .
فحين يكون العمل كثيرا ولكنه على غير هدى فهو مردود .
وحين يكون العمل بنية حسنة ولكنه على غير هدى وصواب فهو مردود أيضا .
فحسن النية لا يكفي لصواب العمل .
بل لا بد أن يكون وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
أما إن كان العمل صحيحا على السنة ولكنه مخلوط بالرياء والسمعة فهذا هو البلاء العظيم , والله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك .


( كبيرالمحايدين )
ذكـريـات الصبـا غير متصل   الرد باقتباس