أذكر أني أجبت عن السؤال الأول , ولكن لا أدري أين ؟
وألخص كلامي : بأن قولنا : أمور لا تحمَد عقباها , أي أن العواقب غير محمودة , ومعنى محمودة أي جيدة الأثر , فإذا نفيت هذاالمعنى فلا يوجد محذور , لأني لم أنفِ الحمد عن الله تعالى .
والحمد من معانيه : المدح , ومن معانيه : إثبات الحسن للشيء , تقول : حمدتُ له أخلاقه , كما قال الشاعر :
وخالد يحمد أصحابُه ,, بالحق لا يُحمد بالباطلِ
أي يحمدُه أصحابه ويثنون عليه .
فقولنا : لا تحمد عقباها ,, أي أن آثارها ستكون وخيمة .
ولذلك لا أرى فيها بأساً والله أعلم .
أما التنوين على الألف الأخيرة فالأمر واسع , لأن الإملائيين مختلفون في ذلك , وسواء وضعت قبل الألف أو عليها فالأمر فيه سعة بحمد الله , وكلا الأمرين مقبول .
ملحوظة " الحكم لا يخص كلمة ( كثيراً ) كما يفهم من سؤال , بل كل اسم منصوب منون .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]