مرحبا أختي ..
االلفظ مأخوذ من لفظتُ الشيء إذا ألقيتُه وطرحته , تقول : لفظتُ النواة من الفم إذا ألقيتها ورميتها خارجا , ويقال : لفظ البحر أسماكه ,, إذا ألقاها خارجا ...
فاللفظ بهذا المعنى يعني كل لفظ خرج من الفم سواء كان مفيدا أم غير مفيد .
وأما القول , فهو كل كلام خرج من الفم وأفاد فائدة معينة , فالكلمة قول , والجملة قول , لكن الحرف لفظ وليس قولاً لأن الحرف لا يفيد معنى في ذاته مثل : ألف , باء , تاء .. فهذه ألفاظ وليست أقوالا .
فاللفظ أختي أعم من القول , والآية الكريمة دلّت على ذلك , فقوله سبحانه : " ما يلفظ من قولٍ .. " فاللفظ عام جاء تخصيصه بقوله : " من قولٍ " لأن الحساب سيكون على الألفاظ المؤدية معنى صحيحاً , وهذه تسمى قولا ولفظا .
ولو جاءت الآية بالعكس " ما يقول من لفظٍ " لكان استنتاجك صحيحاً ...
فاللفظ عام في كل ما خرج من الفم سواء أكان حرفا أم كلمة أم جملة .
وأما القول : فهو اللفظ المفيد , وأما غير المفيد فلا يسمى قولاً .. فمثلا لو قلنا : كثمبتلامثنتلكمت , هذه الأحرف تسمى لفظا ولكنها لا تسمى قولا لعدم الفائدة .
والله تعالى أعلم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]