مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 22-11-2011, 02:47 PM   #1
المقصل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
البلد: حيث القلب يكون ...
المشاركات: 86
المثقف المتفيهق و العالم المتشدق ..

بسم الله الرحمن الرحيم

مرض بدت أعراضه فيمن علم شيئاً فتفيهق و ملأ به فمه حتى كاد يتشقق , فتجد التقعر المصطلحات و الإعجاب بالنفس حاضران فهو بكل كلمة يقولها ينتظر من يصفق له و يثني عليه ليسد نقصاً في داخله فيزداد ثقله أكثر و يأخذ بزمام المجلس و حديثهم , قال فلان و روى آخر و قرأت كتاب كذا .. فحديثه ليس بحديث المُفيد الذي يرجو الفائدة للغير بل حديث المعجب الذي ينتظر التصفيق و الثناء لينمو في قلبه صنم الكبر و يأخذ بنفسه مقلباً و يضعها على عرش ليست أهلاً له .

يتحدث عن الأخلاق فيأتي بأقوال العلماء و الحكماء بينما هو أسوؤهم خلقاً , يتحدث عن المرققات و قال ابن القيم رحمه الله و ابن دينار و الجوزي و هو أسودهم قلباً , فما أثقل مجلسه و ما أتسع سامعه فعزاؤه ( إنا لله و إنا إليه راجعون , اللهم أجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها )

في القراءة جديد لم يقرأ إلا كتيبات و مجلدٍ أو اثنين ثم يأتي ليتعالم و يقول قرأت كذا و يجب على القارئ أن .. و يقيّم الكاتب و المكتوب فيما يعلم و ما لا يعلم بينما في مجلسه من هو أسن منه في هذا المجال و أعلم و لكن تأبى النفس المعجبة بما علمت إلا أن تتحدث لتخبر من حولها أنها ( مثقفة ) .
فهو آخر من يعمل بما يعلم و لربما علم و لم يعمل , فهو أرض صبخة لا تنبت ولو علم بما يعلم لرده علمه عن ذلك
و لدينا نماذج كثيرة في المنتديات في الأنترنت.
نعلم جميعاً أن زكاة العلم تبليغه و أن من يتعلم العلم ليرفع الجهل عن نفسه و عن الناس فهو على خير عظيم و لكن هذا الصنف مختلف تماماً عما في الصور السابقة فتجد أثر العلم في كلامه و مجلسه و حركته , فهو ليس بالمتصنع بل أشرب تلك الصفات قلبه حتى سارت في جميع جوارحه فظهرت في كتاباته و أفعاله .

فتعاهد قلبك دائماً و محّص ما تقوله و ماتكتبه حتى لا يكون شاهداً عليك ثم احذر أن يفتنك الشيطان من هذا الباب فيحرمك أجراً عظيماً و أنت لا تعلم , فراقب قلبك و اسأل الله صلاحه .
المقصل غير متصل