الورقة الثانية
سألني المرشد الطلابي ذات خيبة .. عن اسمي وفصلي
أيعقل هذا ؟! لا يعرف اسمي وفصلي ! أنا في الصف الثالث الثانوي
ثلاث سنوات وأنا أجوب الأسياب أمام مكتبه
ثلاث سنوات أدخل وإياه من باب واحد كل صباح
أشك في خروجنا معا ! .. ولا يعرفني! لا يهم .. فأنا أيضا لا أعرفه
لم يخطئ معلم اللغة حين قال أن ثمة خطأ في مسمّاه
فالصواب المرشد الطالبيّ وليس الطلاّبي , فالنسب يكون للمفرد وليس الجمع
ربما هذا الخطأ , هو ما أفقد المرشد بوصلته ..
ففاته أن علاقته يجب أن تكون بالطالب أقوى .
مع بداية كل عام يقف المرشد أمامنا بكل بلاهة
يوزع أوراقا ثم يعود يلملمها بعد أن جمع أدق التفاصيل عنا ..
عدد أخوتي وأخواتي ! وظيفة أمي !
دخلنا الشهري .. حتى عدد غرف منزلنا ! ..
ثم ماذا؟ يركمها في درجه بعد أن تخلص من أوراق العام الماضي
والتي علاها الغبار ..ما فائدة هذه المعلومات ؟
إن لم تشكّل قاعدة ينطلق منها المرشد في تعامله معنا
هم لا يفعلون !
وإلاّ لماذا يصرّون على تذكير زميلي اليتيم .. بيتمه
ليس أسوأ من اليتم إلا أن يقال لليتيم : أحضر أباك
عذبوه بإشعاراتهم .. مجلس الآباء / خانة توقيع ولي الأمر
يشيع أباه عند كل إشعار في جنازة يسير بها وحده
ولا يدفنه بل يهيئه لتشييع آخر ! ربما غدا .. فهم لا يكفّّون عن السؤال
ترى متى تكف المدارس عن الصراخ في وجوه الأيتام ؟
فهي بكل ومهنية وقسوة .. تصرخ فيهم بمناسبة وبدون ..
أين آباؤكم ؟
|