في زمن الثورات العربية .. قررت أتعاطى "تبن"
لا شك أن كثيرين حدثتهم أنفسهم أن عنوانا كهذا قد يسيء لصاحب الموضوع أولاً ثم للقارئ ثانياً .. ذلك أن مفردة "التبن" ارتبطت بالأغنام والأنعام دون البشر .. ثم إنها قبل ذلك تحط من كرامة الإنسان .. وبالرغم من أنني أتفق تماماً معكم .. إلا أنني يجب أن أستثني السعودية .. حيث ترتبط مفردة "التبن" بالمواطن السعودي بشكل مباشر ..
ثم إنه ليس لها أي علاقة بكرامة المواطن لا من قريب ولا من بعيد .. ذلك أن الكرامة عند المسئولين تعني شيئاً آخر .. كرامة المواطن أيها السادة تعني "كل تبن" .
عموماً.. وبعيداً عن التبن ومشتقاته من ( سعودي أوجيه وغيرها) .. الموضوع من أساسه حول الوطن بمشاريعه والمواطن بمجاميعه .. الوطن يمثله "أنا" بعقلي الذي يرسم في مخيلتي لوحة خضراء .. عملاقة .. كتب عليها : تفاءلوا بالخير تجدوه .. والمواطن حيث الأصدقاء الذين يجتمعون حولي في كل مناسبة ليطرحوا أسئلة لا تنتهي .. أسئلة أكثر من كل الأرقام التي يحتويها حساب طال عمره .. أسئلة من نوع :
أين الأموال التي صرفت في المشروع الفلاني؟
أين الوعود بالقضاء على البطالة؟
هل تعرف كم كانت ميزانية مشروع قطار الحرمين؟
لماذا تقتصر المنافسة في أي مشروع حكومي على شركتي سعودي أوجيه وابن لادن؟
ألا يوجد أكفاء في الوطن ليتولوا مناصب عليا مثل .... (كل تبن) .
أمام كل هذا الهجوم .. كنت أقف وحيداً أدفع كل سؤالاتهم بعشرات الأجوبة .. التي لا يبدو أياً منها مقنعاً بالطبع .. ولكنها الحيلة الوحيدة التي تبقيني مواطناً صالحاً أخدم وطني بكل ما أوتيت من قوة (تصفيييييييق) .. ومع الكر والفر في معركة الأسئلة التي لا تنتهي والأجوبة التي تشبه "خشة تركي السديري" .. سألني أحدهم :
ماذا عن تلك العجوز التي تنشد شيئاً تأكله .. حتى لو لحم حمار ؟ ألا تشعر بالعار حيال ما أصابهاً .؟!!
بلى .. أشعر .. ولكن .. ولكن .. ولكن كل الدول فيها فقراء .. أليس كذلك؟
نعم .. لأنه ما من دولة تملك آبار نفط مثل تلك التي تجري من تحتك ثم لا يصلك منها شيء أكثر من قيمة "التبن" الذي تستحقه مع كل مسألة .. هل فهمت أيها المواطن الصالح ؟!! إن لم تفهم فيجب أن تفهم أنه لا يقول آمنا وصدقنا إلا الصوفي والمواطن الصالح .. ولا يقبل أحد أن يجلد ظهره إلا الشيعي والمواطن الصالح .. ولا يمشي أحد رث الهيئة بالي الثياب إلا الدرويش والمواطن الصالح .. هل فهمت الآن ؟ قال كل ذلك قبل يعطيني ظهره وينصرف .. أما أنا فقد وليت ولي ضراط .. لأني مواطن صالح ..
أما بعد:
فما زلت منذ تلك اللحظات أفكر في تلك العجوز التي لا تسأل أكثر من شيء يسد جوعتها .. لا تعرف أي شيء عن القصور والسيارات والطائرات .. هي فقط تريد أن تأكل .. لم تسمع أبداً عن ملايين الناس الذين يرددون : يا بلادي واصلي .. لا أحد يسأل إلى أين .. فقط واصلي .. واصلي حيث شئت .. إلى طريق النور .. حيث الرخاء والأمان والعدل والمساواة .. أو إلى طريق الظلمات حيث الوحوش والأشباح والموت وسعودي أوجيه وجريدة الرياض .. المهم أن تـ واصلي ..
هنا قررت .. أن أصرخ : يا بلادي قفي .. قفي .. قفي ..
فسمعت مناد ينادي من بعييد :
أيها الرجل .. أيها الرجل .. الوطن يقرؤك السلام ويقول : "كل تبن"
__________________
آية الله :
مالكوم إكـXــس
آخر من قام بالتعديل مـغـتـرب; بتاريخ 08-12-2011 الساعة 09:38 PM.
السبب: يمنع وضع البريد الالكتروني او أي صفحة تواصل
|