[• إنِدثـار~]

-

بسم الله الرحمن الرحيم .

بداية :/ " إن الأمة العظيمة لاتهزم من الخارج قبل أن يقضي عليها أبناؤها من الداخل " !

.. فِي بلادنا مَصائبٌ وأمورٌ تغيظنا من فوقنا , نُحمّل الجميع الخطأ ماعدا أنفسِنا !
لا نُنكِر أنّ كثير من الأمور قَاهِرة ونحنُ لا حولَ لنـا ولا قوّة , ونمقت فِعلها وفَاعلها , لَكن لا بدّ من النّظَر إلى الصّورة بشكلٍ أدقّ .

قَضايا البِلاد .. لا تُهمّ ملكاً , ولا تقتصر على حُكم , القَضايا قَضايا شعبٍ وأمّة , يهتمّ لها الوَلِيد قبل العَجوز الطّاعِن في السنّ .

* كَيف يقضِي أبناء البِلاد عَلى بِلادهم من الدّاخِل ؟!

والكَثير يظنّ أنّ خرابها بأعمالٍ تخريبيّة أو تفككها أو تهاونٍ عن خِدمة أمّته , لا ريبَ أنّ هذه أسبابٌ عِظام فِي إنهزام الأُمّة , لَكن ماهو أعظم " الجَهلْ " !

إنّ بِدايَة سُقوط الأُمم العَظيمَة هِي دودَة جَهلٍ تنخَر فِي أفرادِ المُجتمَع حَتى تكونَ الأُمّة كَالغِشاء الرّقيق يسهُل نزعه .

كُنت أظنّ أنّ الجَهل فِي أبناء الأُمّة مقتصراً عَلى أمورٍ شرعيّةٍ من أبواب الطهارة والصّلاة وغيرها من الشّرائع ,
لَم أتخيّل يوماً أنْ أراها جاهلة أشدّ الجَهل في عَقيدتها , وكَأنما نحنُ وسطَ بئرٍ معطّلةٍ أو قريةٍ خاويةٍ على عروشها لا تَعيش فوقَ أرضِها الدوابّ ولا يمرّ عليهَا عابرُ سبيلْ!

* نَماذِج :/
, فِي الإعلام .. يغزوا شبابنا إمّا لاعبٌ غربيّ ملحد أو نصرانيّ , أو مغنّياً أو ممثّلاً .. ودُعاة جهنّم فِي هذا الباب كُثر !
لَن أتطرّق لحكم الشّرع فِي الغناء أو فِي الكُرة أو أو .. لا أحدَ يجهل حُكمها ,
الباب الأهمّ , حِينَ يتعلّق شبابنا وفتياتنا بشهيرٍ يكفُر بأنّ الله خالق فكيفَ بمعبود !
يمجدونه .. يُحبّونه ويفضّلونه على أيّ شخصيّة شهيرة وإن كانَ مسلم , " هَذا من كَان متمسكاً بالقيِم فلا يشابههم أو يقلدهم " !
ويَجهلون أنّ الإسلام ولاءٌ وبراء !
المُصيبَة أنّهم لا يُفكرّون في محاورَة من يَجهل شخصهُم المحبوب فَكيف يدعوهم إلى كُرهه !!

"2"
قَبل فترة سَمعت عَن مجموعة نِسوةٍ يتكلّمنَ عَن شخصٍ يأتِي في أحد البَرامج عَلى إحدى القنوات الفَضائيّة , شخصٌ مبهر وله قدرات خَارقَة !
" إنّه يقرأ الفنجان ويحدّد المصير " !!!
كَادت العِين أن تخرج من محاجرها . . هَل طَغى جَهل العَقيدَة لدرجَة تصديق " كاهن " !
والأدهَى والأمرّ حِين محاولَة بسيطة للحوار وجدنا هجوماً شرسَاً ودفاعاً عنه !!
الحُجّة " إلاّ والله صادق اتّصل عليه واحد وقال له أنت تملك مزرعة كبيرة وفيها عتبة مكسورة صَح ؟ فأجاب : نعم "
أريتِ إنّه عالم !!

لا أعلَم هَل ضَاع حديث رسولنا ( من أتَى كاهناً أو عرّافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) ؟!
القضيّة خطيرة جداً جداً , والعُقول غلّقت أبوابها وعلى الآذنِ وقرٌ والعَين غِشاء !
لا يسمعونَ ولا يرون ولا يكادونَ يفقهون حديثاً !


* أطلَت الحَديث , وفِي الفِكر الكَثير , لعلّي أستأنِف القَضايا العَقيديّة بصورةٍ أدقّ في جزءٍ آخر بإذن الله
وماهُنا ماهُو إلاّ نقاطٌ سريعة لأهمّ أسبابِ إنحراف الأُمّة ونماذِج عَلى ذَلك .

السّؤال :/ مالخَلل فِي نَقص العِلم الدّينيّ العَقيديّ , أَهو نقصٌ في التّعليم أم قٌصورٍ في النّشأة ؟!

خِتاماً :
قَد أرى قائلاً يقول " الأمّة فيها خير ولا تنظري للجوانب السلبية وو.. "
عفواً .. سدّ الثّغر ورقعَة الفَتق يَجب أنْ يبادَر قَبل إتّساعِه فلا نستطيع الإلمامَ به .

إنْ كانَ من صوابٍ فمن الله , وإن كان من خطأٍ فمن نفسي والشيطان
وسبحَان من تنزّه عن كلّ عيبٍ ونقصْ .