الفريدة الثانية :
1.التنوين والإضافة لا يجتمعان أبداً , فلا يمكن أن يكون الاسم منوناً , وهو في الوقت ذاته مضافٌ , بل يجب حذف التنوين حال الإضافة , لأن التنوين يدل على تمام الاسم , والإضافة كذلك , ولا تجتمع نهايتان على اسم واحد . نحو : هذا كتابٌ , فلو أضفتَ كلمة ( كتاب ) إلى اسمٍ بعده لوجب حذف التنوين فتقول : هذا كتابُ النحوِ , أو هذا كتاب خالدٍ ,, وقد علق بعض الظرفاء لرجل أضجره فقال له :
كأني تنوين وأنت إضافةٌ ,,, فحيثُ تراني لا تحلُّ مكانيا
2. إذا قيل في النحو : ضمير مستتر , فهذا المستتر له وصفان لا ينفكان عنه أبداً : الأول : أنه ضمير رفع , والثاني : أنه ضمير منفصل .
فنستفيد من الوصف الأول بأن ضمائر النصب والجر لا يمكن أن تستتر أبداً .
ونستفيد من الوصف الثاني أن الضمائر المتصلة لا يمكن أن تستتر أبداً .
مثال المستتر : ( قل أمنتُ بالله ثم استقِمْ )
فالفعل ( قل ) فيه ضمير مستتر في محل رافع فاعل تقديره : أنت .
ومثله : استقِمْ .
وكذلك نحو : زيد يُكرمُ ضيوفَه , الفعل ( يُكْرِمُ ) فيه ضمير مستتر في محل رفع فاعل تقديره ( هو ) .
3. كلمة ( استحمام ) الأصل فيها أنها لا تستعمل إلا بالاغتسال بالماء الحار فقط , لأنه من الحميم , وهو الماء الحار , ولكن توسع الناس في ذلك فأطلقوها على كل غسل سواء بماء حار أو بارد أو معتدل .. , ومنه الحمّام , فالأصل أنه لا يطلق إلا على ما يكون فيه الماء حاراً فقط . ذكر ذلك الزبيدي في لحن العوام , والصقلي في تثقيف الجَنان . [ ولعله هو المستعمل في الشام والمغرب فيقال: حَمَّام شامي وحَمَّام مغربي حيث يكون الاغتسال بالماء الحميم وهو الحار ] .
وليس معنى هذا أن استعمالنا لكلمة ( حَمّام ) خطأ , ولكني أردتُ بيان الأصل , لأن الناس توسعوا في الدلالة , فَيُغْتَفَرُ الأمرُ حينئذٍ .
.....
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]