أخشى أن لا يعجب ردي أحد ، لأنني قرأت الموضوع على عجل مع أني كنت أنوي قراءته بتأني ولكن الوقت لا يسمح بذلك فعذراً .
فكاتب الموضوع حاول تسليط الضوء على مشكلة حدثت في المجتمع ووضع الأسباب التي أدت إليها من وجهة نظره ولكنه لم يقترح الحلول تاركاً المجال مفتوحاً للأعضاء ليدلوا بدلوهم في هذه القضية ، التي كما قال البعض أن قدرها أن تنتشر مع أن أعظم من هذه القضية وأكبر تحدث داخل البيوت وداخل الاستراحات وفي أماكن اللهو واللعب المفتوحة لا تنتشر كما انتشرت هذه القصة وهذا ليس دعوة مني لتتبع العورات معاذ الله أن أقصد ذلك ، لكن المقصد الإشارة إلى وجود الكثير من المشاكل على شاكلة هذه المشكلة ، وقد أحسن الكاتب في طرح بعض الأسباب ، وتطرق إلى الهرم وهو الإعلام مما أزعج البعض فانبرى يدافع عن الإعلام ولنقل إن لم يدافع فلم يضع اللائمة عليه رغم أن ما يسيطر على عقولنا وعقول أبنائنا ويشكلها ويوجهها في اتخاذ الآراء والقرارات هو الإعلام ولا ينكر علي أحد ذلك فأنا نفسي أحياناً أكون ضحية للإعلام في اتخاذ رأي بشأن مشكلة ما ، ثم يتبين لي أن الإعلام قد زور الحقائق ونقل الصورة على غير ما هي عليه ، لذا يجب أن ننتبه إلى القنوات الإعلامية التي نأخذ عنها ، وجهاز التحكم (الريموت كنترول) نحن نضغط عليه ليظهر لنا ما نريد!
وقبل ذلك ألقى الكاتب باللائمة على الفتاة وأمثالها في وقوعهم في مثل هذه المشاكل ، وطبعاً لا شك في أنها تتحمل مسؤولية تصرفها ومسؤولية عملها ، وكل نفس بما كسبت رهينة .
وأخيراً ألمح الكاتب إلى أن البيئة والتربية سبب كبير جداً في ما حصل فبيئة الفتاة هي ما شجعها على القيام بما قامت به، وهذا حق ، فعندما تاب قاتل المائة أول ما أفتاه الشيخ بأن يغير البيئة التي هو فيها ..
وبعد العرض لمختصر ما قدمه الكاتب أقول : لا يجب أن نحمل طرفاً المسؤولية دون طرف ، ونلقي باللائمة على الإعلام فقط أو البيت فقط أو البنت فقط ، فالمجتمع كل متكامل يأخذ بعضه بتلابيب بعض ، وفي حالتنا (المجتمع الإسلامي) فإننا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، وفي زمن الثورات أول ما نحمل المسؤولية لقادة الأمة ، هل هم فعلاً يقومون بأداء واجبهم كما كلفهم الله به ، وهل سيصححون (لمن عنده فرصة التصحيح) بعد هذه الثورات التي تجتاح الأمة وتؤذن بحروب ودمار وهلاك للحرث والنسل ، لست متشائماً من الثورات ، لا بل هي طريق التصحيح ، ولذا ولأن الثورات تسيطر على الساحة وتشغل الكثير من وقتنا لن يخلو طرحنا من التطرق إليها وستكون محوراً مهماً من محاور نقاشنا في كل القضايا في المجتمع ، وأنا آؤمن بأن الله يزع في السلطان ما لا يزع في القرآن ، فلو أن السلاطين تنبهوا لمشاكل مجتمعهم وما يحدث فيه لأراحونا وأراحوا أنفسهم ، وإن لم يكن لديهم المقدرة على قيادة الأمة فليعطوا القوس باريها .
كلامي خطير ، ولكن لا بد منه ولا بد أن يعيه الجميع .
أمر أخير : هل نحن بمقدورنا أن ننتقل بعد الكتابة خلف الكيبورد إلى تفعيل ما نكتب على أرض الواقع وفي المجتمع ليكون له فاعلية وتأثير في الإصلاح ، آمل ذلك !!!!!!!!!!!!!!
__________________
نحن أمة رسالة ، فهل من متطوعين لإيصال الرسالة إلى العالم أجمع ؟!
|