أخي الكريم لسان المواطن :
قرأت المقال أكثر من مرة , فرأيت فيه نوعا من الاضطراب الصياغي ؛ إذ لم يسعفني فهمي لأدرك مغزى كلامك :
هل تريد التشنيع بحملة العلم الذين طلبوا فيه الدنيا , فأصبحوا عبيد الدولار !!
أم تريد أن تدرس المسألة بشكل أعم , بأن هذا الزمن زمن المادة والدولار الذي أخضع الرقاب صغيرها وكبيرها , قاصيها ودانيها , فأصبح العالم مرهونا بهذا الاقتصاد الذي يحرك الأمم والساسة والشعوب ؟؟
كأني فهمت أنك تريد الأول ,, ولذلك ذهبت التسمية بالعنوان إلى كلمة ( مذهب ) المرتبطة بالعلم ..
وأنا في هذه السطور أتحفظ على ما ذكرتَ ,,,
لأن طالبي المال من المنتسبين للعلم لم يكن وليد اللحظة , ولم يكن جديدا على ملة الإسلام لينسب إلى الدولار أو اليورو ,,
فقديما كان هناك علماء شُنِّعَ عليهم بأنهم علماء سلاطين وملوك , كانوا يتقربون بعلمهم إلى الأمراء وحملة المال ,, حتى شَنَّعَ عليهم الحسنُ البصري رحمه الله في أكثر من موطن , وغيرهم من العلماء رحمهم الله , وقديما قال القاضي عبد العزيز الجرجاني رحمه الله في هؤلاء الأصناف :
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم ** ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانَ ودَنَّسُوا ** مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
ولم ينقل عن أحدهم أن سمى صنيعهم مذهبا خامساً , لأن علمهم متاع زائل , ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )
ولا يزال العلم بخير إن شاء الله , والأمة ولود , ولن تعدم علماء صادقين ينفون عن الدين تأويل المبطلين , وتخرصات الجاهلين , وعبث المتعالمين , ورهَق المفسدين ..
مجرد وجهة نظر أخي العزيز , أرجو أن تتقبلها بصدر رحب
والله يتولانا وإياك برحمته
وشكرا لك .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]