[قلم الحياة]

نسمع كثيراً من يزري بشبابنا بأنهم ألفوا الدعة والكسل ، ولم يعودوا يرغبون بالأعمال الحرة التي هي أفضل للحر من رق العبودية للوظيفة وما أشبه ذلك .
هـذه المقولة ألقت باللائمة على الشباب فهم الذين ألفوا الكسل ، لدرجة أن بتنا نسمع من بعض المسؤولين من يرشدهم بأن ينزلوا لسوق الخضار ، أو سوق الجح لينافسوا العمالة التي قدمت من خارج البلاد فهيمنت على حركة السوق بالبيع والشراء .



وفي يوم من الأيام جمعني مجلس من المجالس مع أحد الشباب الذين عرفت عنهم الصفق بالأسواق بالبيع والشراء وهو من جنس الشباب الذين لم يكونوا مدرجين ضمن قائمة الكسالى الذين أزرى بهم القريب والبعيد .
فسألته عن هذه المقولة التي يقولها بعض المسؤولين من أن العلة في شبابنا في كونهم يعزفون عن الأعمال الحرة لكسلهم ، وما رأيه بهذه المقولة ؟ .
فأجابني قائلاً : بأنه لا ينكر أن هناك طائفة من الشباب فيهم هذه الصفة ( صفة الكسل وحب الدعة وترك العمل ) ، ولكن الأنظمة التي غدت طوقاً تلتف حول العامل جعلته يحبط من حين أن يفكر في العمل ثم قال لي : أنظر مثلاً إذا أرد أن يفتح محلاً كم هي الرسوم التي تؤخذ عليه لأشياء تافهة المقصد منها تنظيم العمل ، فالدوائر إنما بنيت لترتيب أمور البلد لا لتعقيده وإزهاق روحه ، فالبلدية تأخذ عليك الرسوم ، والغرفة التجارية تأخذ عليك ضعفها ، فالمكاسب غدت لهم ، فما رأيكم هل هذا صحيح بحيث أن الأعمال الحرة محاصرة في بلادنا بأنظمة خاطئة ..