جمال استوقفني ! !
جلست يوماً أجول بأفكاري بين أروقة الهدي النبوي الكريم في جمال أخلاقه ، وتفننه في كسب قلوب القاصي والداني
فأمسكت القلم ليبوح بتلك المشاعر التي لم أستطع الإمساك بلجامها ، وأفلت مني خطامها ، وما ذاك إلا لروعتها وسعادة من يجول في بساتينها !! .
فديننا الحنيف يأمرنا بالإحسان إلى الناس ، ومعاملتهم بالأخلاق الطيبة والقول الحسن وقد قال جل وعلا ( وقولوا للناس حسنا ( ونهانا عن الاعتداء بغيرحق حتى على أعدائنا حيث قال سبحانه ( ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا) .<o></o>
ونبيناصلى الله عليه وسلم قال ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وكان مضرب المثل في الأخلاق الحسنة مع كافة طبقات المجتمع فسيرته ومواقفه تبعث فيك العجب وتبقى مفتخراًبذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
فمواقفه مع أعدائه ( اذهبوا فأنتم الطلقاء )
وموقفه مع صاحب الدين ( دعه ياعمر فإن لصاحب الحق مقالا)
وموقفه مع الأعرابي الجاهل الذي جذبه حتى أثر في عنقه ( تبسم في وجهه وأمر بإعطائه مالاً )
وموقفه مع الخادم ، قال عنه ذاك الخادم الصغير الذي خدمه عشر سنين ( لم يقل لي يوماً لشيء فعلته لم فعلته ، ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله ؟)
وموقفه مع النساء الضعيفات في غاية الرحمة والتواضع ( كانت المرأة تأخذ بيده ليقضي حاجتها )
بل حتى البهائم أخذت نصيبها من رحمته ورأفته ، فحين اشتكى له ذلك الجمل المظلوم انتصر له وأنب صاحبه على تجويعه وتحميله ما لايطيق .
وأما موقفه مع الطيور ففي غايةالرحمة والشفقة ، فالحمرة حين أخذ الصحابة أولادها قال لهم ( من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها )
بل حتى مع الجمادات وما قصة الجذع الذي حن إليه فضمه إلى صدره عنا ببعيد .
فما أعظمه من دين تستظل به جميع المخلوقات والكائنات ، و ماأجله من رسول أرسله ربه ( رحمة للعالمين)
فقد أعجز الأمم بجمال أخلاقه ، وكسب قلوب الناس بطيب خصاله
وصدق ربه حين وصفه بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم)
فما أروع أن نقرأ سيرة نبينا ونتمثلها واقعاًفي حياتنا ، لنسعد ونسعد من حولنا ونعرف قدر نعمة ربنا علينا بهذا النبي الرحيم ، وديننا الجميل .
فعلاً إنه الجمال الذي استوقفني ، وجلست أفكر فيه كثيراً
وأقول :
لو طبقنا أخلاق ديننا ، وطريقة نظرتنا للحياة لعمت السعادة بيوتنا ومجتمعاتنا ، بل ملأنا الدنيا نوراً بذاك الجمال والسعادة والهناء .
وتقبلوا أرق التحايا<o></o>
|