الورقة الخامسة
من الأشياء التي لا أطيقها صوت المنبه , الساعة السابعة إلا ربع
لكن .. هذه المرة , أنا مصرّ على عدم الذهاب إلى المدرسة
ولن أتراجع , ككل مرّة ! لا لسبب , فقط , دعاني فراشي الوثير .. فلم أتردد !
ومنعني تكرار مملّ وقاتل , لمشهد متهالك ..
يبدأ بمنبه غبيّ , وينتهي بجرس خروج الحصة السابعة
ثم ماذا لو تغيّبت ؟! سيستمر يومهم الدراسي كما لو كنت حاضرا !
حتى مكاني .. لن يبقى فارغا , سيهرع إليه إبراهيم , فقد حاول مرارا أن يستولي عليه
يكفي أنني لن أسير هذا اليوم مسافة كيلو ونصف
ولن أحضر الطابور وأسمع كلمة .. ( بَع )
لا أدري لِمَ كل معلمي التربية الرياضية يأكلون أولها ويلفظون آخرها فتسيء إليهم ؟!
هذا اليوم بالذات مقلوب .. الحصة الأولى مطالعة .. والأخيرة رياضيات !
هو نوع من التواطؤ مع المعلمين .. لتحقيق رغباتهم
فمعلم المطالعة يخرج الساعة العاشرة , وهو نفس وقت حضور معلم الرياضيات !
وكل ذلك على حساب فهم واستيعاب عقولنا الصغيرة .
الغريب أنني لم أنم , بل كنت أستمتع باستعراض أحداث هذا اليوم المملة
والتي ستحدث بدوني ! وهذا ما جعلها جميلة
للمرة الثالثة يعود إليّ صوت أمي , وهي تحاول إيقاضي
بصوتها الحنون , الذي يزيد تشبثي بلحافي
فجأة !
وقف أبي في باب الغرفة , ليفسد كل شيء , بكلمة واحدة
وبصوته الحنون , يشوبه شيء من العنف .. ( قم )
فلم أصح إلا على ..
وحد .. تنين .. تلات .. بع .. بع بع بع
*
|