بؤساء في حياتهـم ، تركهم الناس لذاتهم ، هكذا ولـدوا بل هكذا ولد من قبلهم أبائهم . .
حياتهم قاسية ، مليئة بالآلام ولم تجعل للأمآل في نفوسهم وجود ، ولكن بين الفينة والأخرى قد يخفف ألمهم
أصحاب الكرم والجود ، أهل الباع الممدود ، أهل الصدقة والعطاء . .
إن هؤلاء البـؤساء . . لا يريدون كثرة مال وجاه ، لأن أقصى ما يسعون إليه : هو أن يبقوا على قيد الحياة ،
وأن تتوفر لهم مسوغاتها من طعام ومياه ، وأن ينجـوا من تقلبـات الأجواء ، ينجـوا من صهيب الشمس وصقيع
الشتاء ، ولهم مع الشتاء مواااااااقف عـدة .
وانظر إليهم إذا هبت عاصفة واشتد الريـح ؛ يحل بهم الهم ، ويتلبسهم الغـم ، فلا تجد فيهم المستريح
لأن هذه العواصف تقتحـم مساكنهـم التي هي مجرد ألـواح من صفيـح !!
لاتتعجب .. سكنهـم أكواخ كالحـة ، ومياهـهم أجـاج مالحة ، ومراكبهـم تشبـه مساكنـهم فهـي لاتـقل جودة !
معيشتهم بجمـع الحديد ، وغاية فرحهم إذا في سعره زيـد ، أطفالهم ليسوا كباقي الأطفال ، فهم ممنوعين من تحقيق
الأمآل عندما حال بينهم وبين التحقيق : فقد المـال !
.
.
.
انهم فعلاً بؤساء حينما تخلى عنهم مجتمعهم وتخلى عنهم اخوانهم ، وبؤساء لأن الناس لم تعد تطبق قول
أحمد القرشي عليه الصلاة وعليه السلام " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه " ! إلا من رحم ربي
الله فـي البؤسـاء إنـكم منهـم لـولا كريم واهـب مفـضال
لافـرق بينكم وبينهـم سـوى أنكـم ذوو مـال وهـم لامـال !
محمد الدخيل