*
الورقة السادسة
ها نحن نرتب كتبنا , قبل طيّ السجادة عليها ..
بانتظار تغريد جرس نهاية الحصة السابعة
نضع كتاب الرياضيات أسفلها نكاية به ! وكتب الدين في الأعلى
كانت من أمتع اللحظات سيما وأنها يوم الأربعاء
زميلي سليمان غائب هذا اليوم , وخلال الحصة السابعة ..
نسمع ( تفحيطا ) حول المدرسة .. قطعا هذا سليمان
سرق سيارة أخيه الأكبر, الذي خلد إلى النوم ..
إثر وجبة غداء دسمة , أتبعها بكوبين لبن من الحجم الكبير !
كنت متحمسا للخروج , لأرى مهارة سليمان في عبثه
وبعد خروجنا , فوجئنا أنه قد قاده تهوره
إلى الارتطام بحاجز إسمنتي مجاور للمدرسة !
كان منظرا مخزيا , تحطم فيه كبرياءه ..
وتبخر ما جاء من أجله , وهو الاستعراض ولفت الأنظار ..
بدا عليه الخوف والشحوب .. اقتربت منه طلب شماغي (يبي يدق لطمة )
فالمكان مكتظ بالطلا ب والمعلمين .. (وبعض المقاريد )
حضر المرور , وصار لزاما حضور صاحب السيارة ..
وهذه هي الضربة القاضية بالنسبة لسليمان , فكل ما حدث بكفة
وحضور أخيه بكفة أخرى .. فمن عادة أخيه استخدام يده أكثر من لسانه
في الأمور البسيطة .. كيف به وسيارته تحتاج إلى راتب ثلاثة أشهر
كان موقفا لا يحسد عليه سليمان .. باختصار كل المدرسة ترقب المشهد
حضر الأخ الأكبر .. وكان يرتدي قميص نومه , نزل من سيارة صديق يقلّه
وتوجه مباشرة إلى سليمان .. وبمشهد قلب الموازين , وأثار الدهشة لدى الجميع
بما فيهم سليمان ! .. وضع كلتا يديه على كتفي أخيه الأصغر .. ويردّد
(جاك شي؟ .. يوجعك شي؟ ) ثم احتضنه
بحق .. كان درسا تجسد فيه خوف الأخ على أخيه ولهفته .. وأمام الجميع !
فيما بعد صارحني سليمان بسر ..
يقول : عند عودة أخي إلى البيت في اليوم المشؤوم
(ضربن ضرب سنة بساعة )
وكان ضربه كالشّهد على قلبي !
*
|