غرفتها .. مجاورة لغرفة السائق !
*
عدا أن باب السائق يُطلّ على الشارع ..
وبابها يُطلّ على فناء المنزل !
عاث فيها الزمن قرابة السبعين خريفا .
فأسلمها للعَوَز , وقلّة الحيلة
ما جعلها بأمس الحاجة إلى الآخرين .
الآخرون .. شجرة غرستها وسقتها بسنين عمرها
وعوّلت عليها كثيرا ..
بيد أن أغصانها امتدت أكثر من اللازم ..
لتثمر هناك .. في المكان الخطأ !
حلّ الصيف ..وكالعادة بدؤوا يتقاذفونها !
البنت الكبرى مشغولة هذا اليوم .. في تنظيف المُلحق المهجور
حيث مقر إقامة أمّها المؤقت !
ريثما يعود أخوها من سفره هو وأولاده ..
كان باستطاعته اصطحابها معه ..
لكنه يبحث عن راحتها .. هكذا قال لها !
ولن تُعدم هذه الراحة .. فابنها الأوسط هو الآخر..
رسم لها مُلحقا منزويا في مخطط منزله الجديد ..
فثقافة ( الأم والمُلحق ) سائدة ّ!
والمضحك المبكي , أن نصيبها من إرث أبيهم
يضمن لها العيش بكرامة ..
فلم يكتفوا بحمل جبل العقوق .. بل جاوزوه إلى السرقة !
إنه الجحود .. حين لا يقبل التفاوض مع التوسّلات !
تحاول اقتحام قسوتهم , من خلال حبّها لصغارهم . وعبثا تحاول ..
فتشعر أنها أكثر عزلة من ابتسامة يتيم في عزاء أبيه !
بلغت معاناتها النصاب , وحال عليها الحول مرارا !
لم تقلق يوما أن يتوه الحزن عنها ..
فهو يعرف طريقه جيدا .. حيث بيوت أولادها !
*
|