مشهدٌ لنْ يُنسَى !
مشهدٌ لن يصدّقه إلاّ من رآه .
لم أستَطع عرضَه لوجوده وجه " الخنساء الشاميّة " رغم أنّها عجوزٌ كبيرة في السنّ ,
لعلّي أسرد موقفها العجيب على عجل !
أمسكوا بيدها وأخذوا يمشون عبر ممرات البيت الضيقة ليسوقوها إلى الغرفة التي توجد فيها جثمان ابنها الشهيد الطاهر
في الطريق وخطواتها الثابتة تهزّ القلوب , وصمتٌ قطعه أحده : مبروك ألف مبروك ! تجيب عليه وبكل ثبات : الله يبارك فيك الله يرضى عليك !
ومن ممرٍّ لآخر , ومن غرفةٍ لأخرى , دخلت على ابنها وفلذّت كبدها , جلست بكل هدوء وحولها جماعةٌ من الشبّان منهم من هو على ثباتٍ من الله
ومنهم من هو ممسكٌ برأسه وآخر ألآم المصيبة تلف بوجهه .
كنت أنتظر بكاءها حينَ رؤية ابنها ممداً على الأرض لا حِراكَ فيه !
لكنها فاجأت الجميع بجلوسها الهادئ ثم بدأت بتقبيل قدميه قبلات حارّة أوجعتني وحرقت قلبي ,
احتضنت فلذة كبدها وقبلت عينيه ووجهه وضمته إلى صدرها , وحينها فعلاً انتظرت بكاءها , واللهِ ماذرفت دمعةً واحدة .
كان لسانها لا يتوقف عن الدعوات على | طاغوتٍ أحرق قلبها | ومن حولها يؤمنون بحرارة .
وكأني أرى فيهم خجلاً من قوتها وصبرها وهي المرأة العجوز الضعيفة . الله أكبر !
تخلّل الموقف كلامٌ تحاكي به روحه الغائبة !
تحاكي به جثته الطاهرة التي لا ترى و لا تسمع ماتقولْ !
هكذا طأطأت برأسي خجلاً من عظمتها وقوتها .
اللهم أرنا في بشار وزمرته ماشفيتَ به قلوبنا من طاغوت ليبيا وأشدّ ياحي ياقيوم
اللهم أرِح البلاد والعباد منه ومن طغمته . اللهم عجل بهلاكه وانصرنا ياحي ياقيوم
__________________
.
•
إنّ هٓذهِ الأمّة وإنْ استُركِعت .. فإنّ ظَهرهَا لنْ ينكَسِر !
والعَاقبة للمتّقين ، وسيرَى المُنافقِينْ هذا بأمّ أعينهـم العَورَاء .
•
|