مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 13-01-2012, 08:21 AM   #13
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها عاشقة مكة
الله يبيض وجهك يا كبير المحايدين ايش الفوائد التربوية في الآية إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
وكيف يستفد الداعية منها وجزاك الله خير

شكرا أختي الكريمة للثقة بأخيك الضعيف ,, نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا , وأن يهدينا سواء السبيل , وقد كتبتُ ما تيسر من فوائد ونقاط حول هذه الآية الكريمة .

قال تعالى : " إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "
جاءت هذه الآية بعد الحديث عن طرائق الدعوة إلى الله تعالى :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل
وفي ذلك عدة فوائد ودروس منها :
1. أن يدرك الداعي سعة علم الله تعالى وإحاطته بالأمور , فهو الأعلم جلا جلاله .
2. أن يدرك الداعي أنه لن يستطيع هداية البشر كلهم , مهما تنوعت الأساليب , واختلفت الطرق , فهناك المهتدون , وهناك الضالون , فإذا عرف هذه الحقيقة , فعليه ألا ييأس إذا رأى قلة المهتدين , وكثرة الضالين , لأن هذه حكمة الله تعالى .
3. أن الضلال والهداية كما أنهما مقَدّران من الله تعالى , إلا أن الإنسان هو الذي يختار أحدهما بطوعه وإرادته , ولذلك نسب الله تعالى الضلال والهداية إلى القائمين بهما " ضَلَّ , المهتدين " , فمن احتجَّ بأن الله قدَّر عليه الضلال فاحتجاجه باطل مردود , لأن الله تعالى بيَّن له الطريقين , وهداه إلى النجدين , والإنسان لا يَعلم قبلا بما قدر الله له , فاختياره أحد الطريقين بعد رؤية الدلائل مسؤوليته وحده , وعليه أن يتحمّلَها .
4. أن سبيل الله تعالى واحد , ولذلك جاء السبيل هنا مفرداً كما قال سبحانه : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153) سورة الأنعام .
5. أفادت خاتمة الآية أنه ليس من مهمة الداعية أن يهدي الناسَ , وأن يرغمهم على الاستقامة , بل عليه أن يدلهم وأن يبلغهم دين الله تعالى , وأما الهداية فهي من عند الله تعالى , وهو أعلم بأهلها { فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ } (20) سورة آل عمران.
6. على الإنسان أن يكثر من دعاء ربه الهداية , فهو سبحانه بيده الأمر كله ,وهو الهادي الحق إلى الصراط المستقيم , فهو يعلم سبحانه من يستحق الهداية مِنْ خَلْقِه فيوفقه إليها , وهذا مقتضى تكرار هذا الدعاء في الصلاة {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} (6) سورة الفاتحة

والله تعالى أعلم .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل