مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 13-01-2012, 03:39 PM   #14
عاشقة مكة
عـضـو
 
صورة عاشقة مكة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: في ظل الرحمن
المشاركات: 178
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها كبير المحايدين
شكرا أختي الكريمة للثقة بأخيك الضعيف ,, نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا , وأن يهدينا سواء السبيل , وقد كتبتُ ما تيسر من فوائد ونقاط حول هذه الآية الكريمة .


قال تعالى : " إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "
جاءت هذه الآية بعد الحديث عن طرائق الدعوة إلى الله تعالى :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل
وفي ذلك عدة فوائد ودروس منها :
1. أن يدرك الداعي سعة علم الله تعالى وإحاطته بالأمور , فهو الأعلم جلا جلاله .
2. أن يدرك الداعي أنه لن يستطيع هداية البشر كلهم , مهما تنوعت الأساليب , واختلفت الطرق , فهناك المهتدون , وهناك الضالون , فإذا عرف هذه الحقيقة , فعليه ألا ييأس إذا رأى قلة المهتدين , وكثرة الضالين , لأن هذه حكمة الله تعالى .
3. أن الضلال والهداية كما أنهما مقَدّران من الله تعالى , إلا أن الإنسان هو الذي يختار أحدهما بطوعه وإرادته , ولذلك نسب الله تعالى الضلال والهداية إلى القائمين بهما " ضَلَّ , المهتدين " , فمن احتجَّ بأن الله قدَّر عليه الضلال فاحتجاجه باطل مردود , لأن الله تعالى بيَّن له الطريقين , وهداه إلى النجدين , والإنسان لا يَعلم قبلا بما قدر الله له , فاختياره أحد الطريقين بعد رؤية الدلائل مسؤوليته وحده , وعليه أن يتحمّلَها .
4. أن سبيل الله تعالى واحد , ولذلك جاء السبيل هنا مفرداً كما قال سبحانه : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153) سورة الأنعام .
5. أفادت خاتمة الآية أنه ليس من مهمة الداعية أن يهدي الناسَ , وأن يرغمهم على الاستقامة , بل عليه أن يدلهم وأن يبلغهم دين الله تعالى , وأما الهداية فهي من عند الله تعالى , وهو أعلم بأهلها { فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ } (20) سورة آل عمران.
6. على الإنسان أن يكثر من دعاء ربه الهداية , فهو سبحانه بيده الأمر كله ,وهو الهادي الحق إلى الصراط المستقيم , فهو يعلم سبحانه من يستحق الهداية مِنْ خَلْقِه فيوفقه إليها , وهذا مقتضى تكرار هذا الدعاء في الصلاة {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} (6) سورة الفاتحة

والله تعالى أعلم .


اسأل ربي ان يجزيك جنات النعيم وأن يجعل ما قلت زكاة وطهرة لعلمك
عاشقة مكة غير متصل