الصعود نحو الهاوية !
*
" أحيانا تخدعنا أبصارنا ويُخيّل إلينا أنّ ما حولنا يرتفع ..
والحقيقة أنّ شيئا من هذا لم يحدث .. كل ما في الأمر أننا نسقط ! "
***
اتصل بي صديق قديم , تكاد تتلاشى ملامحه من ذاكرتي
ولم يُفصِح عن نفسه , بل ظلّ يمارس ( التميلح ) والتهكّم
وكأننا .. ( متعشين فول أنا وياه البارح ! )
وبعد إجهاد وعصر للذاكرة .. استطعت التعرف عليه
خصوصا بعد أن نعتني بلقب أمقته , وأكره من يناديني به .
كنت أقود سيارتي المتواضعة , والعزيزة إلى قلبي ..
طلب مني انتظاره في ناصية شارع , ففعلت .. تأخر كثيرا !
حتى كدت أترك المكان ..
فجأة توقف بجواري سيارة فارهة
سعرها يفوق ثمن المنزل الذي أسكنه !
فتح الزجاج المجاور لي ونادى .. هو أنت يا ....
بلعتُها على مضض , وافتعلت ابتسامة بلهاء !
وترجّلت من سيارتي متجها نحوه .. لكنه لم يفعل !
بل ظلّ في سيارته , مشغولا بمكالمة .. فآثرت التريث ..
طالت مكالمته .. حاولت التماس عذر له ..
دار في ذهني أنه يكلم أمّه , فوحده العذر الذي سأقبله ..
لقاء ( سهجي ) دقائق عند مؤخرة سيارته
أخيرا .. وضع قدمه اليسرى على الأرض , ويده على الباب
وباقي جسمه الذي تضاعف مذ آخر مرة رأيته فيها ..
قابع في السيارة !
ولأن صوته واضح , سمعت بعض عباراته ..
التي أكدت لي أنه لا يكلم والدته
عدت إلى سيارتي .. جلست قليلا ومازال يتصل !
أدرت محرك سيارتي .. وبالكاد دار..
( يبدو أنها تعاطفت معي وارتفع ضغطها )
فالمعزة بيننا شعور متبادل !
تركته وتوجّهت إلى شأني ..
بعد أن قضيت ما يقارب النصف ساعة في انتظار مُذِل !
هكذا الذي ينتفخ بسرعة .. يبقى خاوٍ وفارغ من الداخل !
تماما كالبالون .
في الغد .. وجدت في جوالي مكالمة منه ..
ورسالة تقول :..(على اييييه شايف نفسك يالمنتّف )
أرسلت له رسالة برقم حسابي وطلبت منه ..
أن يحوّل مبلغ ثلاثة آلاف ريال .. أقرضتها إياه أيام الجامعة
لكنه لم يرد على مكالمتي ولا رسالتي !
وأما عن تحويل المبلغ ..
فـ ( اللي ما حوّل من السيارة .. ما والله يحوّل لي دراهمي )
*
|