مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 31-01-2012, 06:22 PM   #1
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
ألا ننتقل من الدفاع إلى الهجوم ؟؟؟




يقال في العرف العسكري والرياضي : خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ..

ألحظ في السنوات العشر الأخيرة تقريبا , أي منذ بدء الألفية الميلادية الجديدة , أن أهل الخير والصلاح والعلم في بلادنا – حرسها الله – أو من يطلق عليهم في الصحافة والإعلام ( الإسلاميون أو الصحويون أو السلفيون أو المتشددون .. ) ألحظ أنهم شغلوا أنفسهم كثيرا بمتابعة الليبراليين وتضييع الأوقات في الرد عليهم ومشاكستهم , فكأنهم ينتظرون قضايا يثيرها أهل الزيغ ليتم الرد عليها , كقضايا قيادة المرأة للسيارة , والاختلاط , وعمل المرأة , وجامعة كاوست , والموسيقى .. فكان دور الدعاة والمصلحين هنا دور المدافع عن قضاياه فحسب , وكان أهل الضلال والفساد يوجهون الضربات الواحدة تلو الأخرى فما أن ننتهي من قضية إلا ويُفَجِّرُونَ الأخرى , في ترتيب وتنظيم عجيب بينهم , حتى استطاعوا في نظري اختراق الصف الإسلامي , وسحبوا إلى صفهم كثيرا من الأخيار , الذين كانوا في زمن قريب من المنافحين عن الدعوة والصحوة ..
وفي رأيي أن على الإسلاميين أن يعملوا العكس , أي أن يشغلوا الليبراليين بقضاياهم , فيتحولوا من مدافعين إلى مهاجمين , ولكنه هجوم محمود العواقب بإذن الله , حيث استغلال الإعلام المفتوح حاليا ( التويتر , الفيس بوك , كثير من القنوات ) بطرح القضايا الإسلامية بقوة عملا بقوله تعالى : " فخذ ما آتيتك بقوة " " يا يحيى خذ الكتاب بقوة " , فيتم طرح قضايا هامة في المجتمع تحافظ على وحدته الدينية , وتماسكه العقدي , وحينئذ يكون المجتمع متوائما مع الأطروحات الدعوية الصحيحة , وينشغل أهل الزيغ والفساد بالدفاع والتشكيك , ولكن ( أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )
ولكي يكون كلامي ظاهرا وليس تنظيرا فقط , أوردُ بعض الأمثلة لمثل ما يجب أن يطرح :
1. الدعوة بقوة لنزع الربا من البنوك , وبيان فساده على المجتمع والدولة بشكل عام .
2. الدخول إلى برنامج الجنادرية السنوي , وطرح القضايا الإسلامية الصريحة فيه , دون الاكتفاء بالموروث الشعبي الوطني .
3. المطالبة بتكثيف البرامج الدعوية , وإدخالها إلزاميا ضمن برامج رعاية الشباب , فالمتابعون للرياضة كثير , واستغلال ميدان الشباب فرصة عظيمة لأهل الدعوة .
4. المطالبة بالرقابة الشديدة على المال العام , وأن يكون لدى هيئة كبار العلماء عضوية دائمة في وزارة المالية وهيئة مكافحة الفساد , تراقب وتحلل وتُسائل .
5. المطالبة بأن يكون هناك برامج ثابتة في الإعلام السعودي الرسمي ( بقنواته المتعددة ) دروس ومحاضرات توعوية وإرشادية , فالملاحظ أن البرامج الدينية في القنوات الرسيمة مقتصرة على الفتاوى فقط مرتين في الأسبوع , ولكن المسلسلات تمرر أكثر من خمس إلى ست مسلسلات يوميا ..

هذه بعض الأمثلة التي يمكن أن تطرح بقوة من أهل الخير والصلاح والدعوة , بأسلوب مفصل مبين , وبتكاتف موحد , بدلا من إشغال الأوقات في الرد على العلماني الفلاني , والليبرالي العلاني , وكأن بعض الليبراليين يريد نوعا من الشهرة فيحتكُّ بالثوابت الشرعية ليعطيه الدعاة شهرة لم يحلم بها يوما ..

نسأل الله تعالى أن يهدينا للتي هي أقوم , وأن يصلح البلاد والعباد , وأن يحفظنا وبلادنا من كل مكروه , إنه سميع مجيب .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل