طلاق بالثلاث .. المشهد الأخير !
*
لملمت أشياءها في حقيبتين من نفس النوع ..
إحداهما تكبر الأخرى..
تركت أشياء كثيرة قريبة جدا إلى قلبها ..
حتى لا تحمل معها وقود ذكرى ,
تشتعل في قلبها من جديد !
تركتها بعدما أخضلتها بالدموع ..
وتمنّت لو تركت بقايا جراح , وأحلام , و همس كلام
لكنها أشياء لا تُحمل في حقائب !
تقرّحت جفونها جرّاء دموع , سكبتها ..
إنها المرة الثالثة وهي قاصمة للظهر ..
وممزقة لكل آمال العودة والصفحات الجديدة !
تنتظر أخاها في غرف جلوس تُطل على صالة
لا زال زوجها ( عفوا لم يعد كذلك )
جالسا بها دون حراك .. وتحديدا مذ نطق بها !
ينظر إلى شاشة توسطها عبارة ( لا توجد إشارة )
شبه مخدّر , وغائب عن الوعي .. ترى ما الذي يتابع ؟!
نعم ( لا توجد إشارة ) إلى عودة حياة وحب ..
يكتنفه ويحيطه ميثاق غليظ !
هاهي جواره ..
لكنها مرتدية عباءتها , وحجابها , وحتى قفازها !
ليس هناك أشرس على قلب الرجل ..
من أن تغطي زوجته وجهها عنه !
الإشارة الوحيدة للعودة موجعة جدا .. فلكي تعود ..
لابد أن يتغلغل رجل آخر في أعماقها
ويزور كل مراتع الحب , وربما استوطن وحطّ رحاله ..
وتلك لعمري رصاصة العذاب !
اللهم لا اعتراض .. لك في ذلك حكمة ..
ربما هو نوع من الردع ..
حتى لا يقع الرجل في حمق كهذا !
حضر أخوها ..
فحملت حقائبها , وقبل أن تخرج , ودون التفات إليه ..
قالت بصوت يمزقه عبرة :
قد تجد امرأة تملأ فراغا في قلبك ..
لكنك لن تجد من تحمل قلبا كقلبي !
رغم نعومتها ورفقها في إغلاق الباب ..
إلاّ أنه كان عنيفا على قلبه
فقد أوصدت أبوابا كثيرة في أعماقه ..
يصعب فتحها من جديد !
تركته وهو يحدق بشاشة توسطها عبارة ..
( لا توجد إشارة )
*
|