مرحبا بأخي العزيز غربة غريب :
كلامك جميل ولا مدخل لي عليه , ولا شك أن مجاهدة هؤلاء العلمانيين فريضة على أهل العلم وورثة الأنبياء " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم "
ولكن ما قصدته من مقالي أن نعلم أن البلد بلد الإسلام , ولن يقبل إلا بالإسلام , ومنذ بزوغ فجر الإسلام والجزيرة بحمد الله ديار الإسلام لم تقبل كفرا أو استعماراً أو تغريباً , ومهما تطاول المتطاولون فإن الإسلام يأرز إليها وفيها رغما عن أنوف المنافقين والمستغربين .
ومن هذا المنطلق كان لزاما على أهل العلم والدعوة أن يكونوا مبادرين إلى مشاريع الإصلاح في الإعلام والاقتصاد والتعليم , وأن يكونوا كالسيل الجارف الذي لا يستطيع أحد رده , وكل ذلك ممكن إن شاء الله بالقول الحسن , والأسلوب الأمثل والحوار الهادئ مع القادة والحكام الذين يدينون بديننا ولله الحمد , والأمة فيها خير .
إضافة إلى أنه يجب أن يراعى التغيّر الملحوظ على الثقافة العالمية من آثار العولمة ( ثورة الاتصالات ) فليس من المقبول أن ينزوي العلماء والأخيار عن الإعلام والفضائيات بحجة أنها تغريبية , بل إن التغريبي يحول إلى إسلامي بقليل من الحكمة والدهاء ...
وكذلك يجب مزاحمة القوم بالمناصب العليا والشهادات الكبيرة , فإن تركنا الدراسة في الخارج والابتعاث لكل منافق أو ليبرالي فإننا سنجني التغريب لا محالة , لأنك لا تجني من الشوك العنب .
وعليه يجب أن نحسن الظن بكل عالم تولى منصبا كبيرا , وأن نبتعد نحن أبناء الإسلام عن التفريق بين العلماء والدعاة , وألا نكون معول هدم وخصام بين هذا العالم أو ذاك , فهذا عالم دولة وهذا علم أمة , وهذا عالم رداهم ومناصب ,, الخ من الكلام الذي لا يستفيد منه إلا العدو الحاقد ..
نعم هناك أخطاء من هذا العالم أو ذاك , ولكن الحوار والتبيان الأمثل بالاحترام والأخوة والمحبة هو المنقذ بإذن الله من محاولات التغريب وشق الصفوف بين الأمة وعلمائها ودعاتها ...
بارك الله فيك أخي الكريم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]