مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 10-05-2002, 04:37 PM   #4
راشد الراشد
عـضـو
 
صورة راشد الراشد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: الدمــــ AL-DAMMAM ـــام
المشاركات: 3,293
يداس حمى الاقصى

لكلِّ فؤادٍ من مُحبِّيه شاغلُ
---------فكيف تَسُرُّ الهجرَ بي وتُماطلُ؟
وكيف تلاشى عندك الصبرُ وانتهى
--------- وواجهني منكَ الفتى المتطاوِلُ؟
عَهِدتُكَ تمشي واثقَ الخَطوِ رافعاً
--------- بعزمكَ ما لا يَرفع المتخاذلُ
فكيف يراك الحزمُ من دون بابه
--------- وكيف يُذيب الصَّمتُ ما أنتَ قائلُ؟
ألستَ ترى في ساحة القدس ظالماً
--------- ينافح عن إرهابه ويُجادلُ؟
أخا الِملَّةِ الغَرَّاء، عصرك يشتكي
--------- جفافاً وفي كفَّيك تجري الجداولُ
تشرَّبت الدنيا بسُمٍّ وعَلقمٍ
--------- سقاها به في الليل وَغدٌ مُخَاتِلُ
ودوَّرَ هذا العصرُ رأسَ يقينها
--------- فطافت بها بعد النَّقاء المهازلُ
وفي عصرنا للسالكينَ معالمٌ
--------- وفيه مَفازاتُ الرَّدَى والمَجَاهِلُ
وكم عالمٍ جازَ الفضاءَ بعلمه
--------- ولكنَّه في منطق الدين جاهلُ
يصدِّقني فيما أقول تَهافُتٌ
--------- لأخلاق عصرٍ، ضلَّلته الوسائلُ
يقولون: هذا العصرُ عَصرُ حضارةٍ
--------- فما بالُه تطغى عليه الرَّذائلُ
أخا الملّةِ الغرَّاء، عينُكَ لم تزل
--------- ترى ما ترى عيني، فما أنت فاعلُ؟
إذا ما رأيتَ النَّخلَ فينا بَواسقاً
--------- فلا تنسَ أنَّ الأصل منها الفَسائلُ
لكَ الرَّوضةُ الغَنَّاء، والمنبعُ الذي
--------- تَجِفُّ ولا يشكو الجفافَ المناهلُ
لك المجد، والتاريخ أكبر شاهدٍ
--------- بأنَّ حصان المجد حولك صاهلُ
لك الحقُّ، والوحيُ المبين اساسُه
--------- وفي سنَّةِ الهادي عليه دَلائلُ
لديكَ البراهين التي تهتدي بها
--------- عقولٌ، تغشَّاها ضلالٌ وباطلُ
فكيف ترى منك الفضائلُ ما ترى
--------- من الَّلهو، حتى أنكرتكَ الفضائلُ؟!
إذا عرَّض الإنسانُ للذلِّ نفسَه
--------- فلا عَجَبٌ إن هزَّ عِطفَيه خاملُ!!
وما كلُّ سَعيٍ يُبلغُ المرءَ غايةً
--------- فيا رُبَّ ساعٍ أوقفته النَّوازلُ
وهل تستوي الأرضُ اليَبابُ تنكَّبَت
--------- خُطى الغَيمِ عن أَجوائها، والخمائلُ؟!
أقول لمن شَدّوا رِحالَ أحبَّتي
--------- بقلبي مضت، لا بالحبيبِ، الرَّواحلُ
مقيمٌ بقلبي أيُّها الراحلُ الذي
--------- أحبُّ وإن مدَّت خطاها القوافلُ
مقيمٌ، وإن ارضى بكَ البُعدُ نفسَه
--------- وإن حقَّقَت معنى الفراقِ الحوائلُ
مقيمٌ وإن كنتَ البعيدَ مكانُه
--------- لأنك في عيني وفي القلب نازلُ
أحبكَ حُبَّاً يشهد الحبُّ أنَّه
--------- هو الحُبُّ لا تقضي عليه الغوائلُ
أَزفُّ معاناتي إليكَ لأنَّها
--------- لديكَ، وإن جارت علينا الشواغلُ
سلِ الرَّملَ عني والرياضَ ونخلَها
--------- وزَهرَ الخُزامى حين تَهمي الهَواملُ
سلِ الشمس لما يكشف الفجرُ ثغرَها
--------- ولما تُغطُّي وجنتيها الأصائلُ
ستعلم أني حيثما كنتُ لم أزل
--------- اقاسم مَن أهوى الهوى، وأُبادِلُ
وما الشوق إلاَّ البحر، لكنَّ موجَه
--------- دَمٌ، دَفَقُه في ُلجَّةِ القلب هائلُ
نواصل مَن نهوى بما نستطيعه
--------- كذلك مَن ذاق الحنينَ يُواصلُ
وما شغلتني عنكَ إلاَّ حوادثٌ
--------- جسامٌ ومقتولٌ تخطَّاه قاتلُ
تَلوحُ ليَ الشيشانُ إعصارَ حَسُرةٍ
--------- يطاردني والأرضُ حولي مَجاهلُ
يُهتَّك فيها عِرضُ كلِّ كريمةٍ
--------- وتُجهَضُ تحت القاذفاتِ الحواملُ
وتفتح لي كشميرُ صفحةَ قلبها
--------- وفي قلبها المكسور تغلي المرَاجلُ
على أرضها تجري دماءٌ بريئةٌ
--------- ومن قسوة الهندوس فيها زَلازلُ
لماذا؟ سؤالٌ لا جوابَ لمثله
--------- سوى الهَدمِ دلَّتنا عليه المعاولُ
وفي القدسِ بيتٌ للأسى، عند بابهِ
--------- تلاقت يَتامى أمتي والأَراملُ
عباءتُها بيعت على حين غِرَّةٍ
--------- وأثوابُها في السوق، والجسمُ ناحلُ
لها مقلتا ثَكلَى يحدِّث دمعُها
--------- حديثاً صريحاً صُمَّ عنه المُماطلُ
وفي شفتيها صرخةٌ جمَّد الأسى
--------- صَداها، ولم يُسرع إليها المُناضلُ
هي القدسُ، باتت في ذهولٍ وحَيرةٍ
--------- وكيف يذوق الأمنَ مَن هو ذَاهلُ
تسائلُنا، أين الوعود التي سرى
--------- إليَّ بها مبعوثكم والمحافلُ؟!
تحيَّرتُ فيكم، لم أَعُد أعرف الذي
--------- ينافح عني صادقاً أو يخاتلُ
ومَن يحمل الحبَّ النقيَّ ومَن يرى
--------- برأيي، ومَن يَبغي الهوى ويغازلُ
وكيف نرى نصراً على الغاصب الذي
--------- يُشارِ بنا في دارنا ويُؤاكلُ؟؟
يُدنِّس بالمستوطنات ترابَنا
--------- وتُرسَم في القدس الشريف الهياكلُ
يغيِّر أسماء البلاد ورَسمَها
--------- ويشتَطُّ في اقواله ويعاضلُ
يُداسُ حمى الأقصى وفي رَحَباته
--------- بكى أهلُ مقتولٍ وعربد قاتلُ
شبابٌ وَأَطفالٌ تُراقُ دماؤهم
--------- وقد أُخلِيَت ممَّن تُحبُّ المنازلُ
وكيف تعيش الأمنَ دارٌ، ورَبُّها
--------- يغادرُها بالعَسفِ، واللّصُّ داخلُ؟
أسائلكم عني وعنكم وما درى
--------- سؤالي بأنَّ العيبَ فيمن أُسائلُ
إذا عاث في الأرض الفسادُ وأهلُه
--------- فلا عَجَبٌ إنُ زًعزَعَتها القلاقلُ
تميلون عني؟ فانظروا أين مَيلكم
--------- فكلُّ له مَيلٌ إلى مَن يشَاكلُ
ألستم ترونَ السَّحلَ والقتلَ لم يزل
--------- دليلاً على أنَّ اليهودَ الأَراذلُ
سَلامُهم الإرهابُ، صاغت بنودَه
--------- على ساحة الأقصى الشريفِ القنابلُ
أحبَّاءَنا لا تمنحوا الأمرَ غفلةً
--------- فما نال إلاَّ خيبةَ الظنِّ غافلُ
__________________

من الدنيـا أنـا مابـي سوى عـفـو العلي التـواب
ويحسـن خـاتمـة فعـلي ويغـفـر لـي ضـلالاتـي

أبمـلا العمر "بالتوبة" و "نوح" و "هود" و"الأحـزاب
متى كـانت سنيـني عمـر انـا عمري في ركعاتـي

راشد الراشد غير متصل   الرد باقتباس