أيْ بُنـَيّ .. نـَـمْ عـلى صـدر الشـمـس ! !
*
عندما أرى طفلا بلغ السابعة .. يعدو خلف أبيه ..
في فجر يوم تجمّد فيه الماء ..
دعاهما نداء ردّد .. الصلاة خير من النوم ..
أدرك جيدا أن هذا الأب ..
قرأ ووعى .." مروا أولادكم بالصلاة لسبع ... "
فنِعْم الأب هو , ونِعْمَ التربية ..
أما إيقاظ طفل عمره أربع .. في فجر يوم درجته أربع .. !
كيف لا ؟! وهي صبيحة إحدى ليالي عقرب السم !
رأيته هذا الصباح .. مُلئ براءة وجمالا ..
كوردة لم تتفتح .. يقف على عتبة باب ..
شُدّ إلى ظهره حقيبة .. تضاهي وزن جسمه النحيل ..
أُوصِد خلفه بابٌ يصرخ فيه قائلا : ..
أنت في نقطة اللاعودة !
ينتظر حافلة تُقِلـّه .. يطل من نوافذها أطفال تنظرون إليّ ..
وكأنهم يريدون القول : معاني .. ليس هذا المشهد الوحيد !
الشمس ذاتها .. بَدَت متدثرةً بحمرتها !
تنفخ بين راحتيها وتعود لفركهما ..
ترنو إليه , وتحاول إيصال خيوطها الذهبية ..
لتغذي جسده المرتعش , بشيء من دفئها ..
قبل أرجاء الكون !
أيتها الشمس ..
أسْمَعونا صوتا مخيفا , نُسِب إليك ..
وحدّثونا كثيرا عن حَمْوكِ , وغليانك ..
وعن انفجاراتك , ولهب يعانق الفضاء والأفلاك ..
وإشعاعات تُدمّر ما حولها ..
أوتعلمين ؟! .. يا آية الله ..
رغم كل ما قالوه عنك .. فأنت أحد أسرار الحياة
هذا الصباح بَدَوْتِ أحَنّ من أم قذفت طفلها ..
في نهار بارد , تحالف مع الزمهرير !
كان عليها ألاّ توقظه . بل تسير حوله على أطراف حنانها
تُقبّـل ما بين عينيه .. وتزيد دِثارَه ..
ولسان حالها : .. لن يَضيرَك ولن يضيرَ هذا الصباح ..
أن يعبرَ بكل تفاصيله .. من دونِك يا بُنيّ
وقلبها يردد أهزوجة ..
ينام بُنيْ على صدري *** أُظـلـّلـُهُ بـــأهــدابــِـي
وفي قلبي فرشـتُ لــه *** فهل يدري بُنيْ مابــِي ؟
لكنه هذا الصباح ..
نام على صدر الشمس !!
*
|