بارك الله فيك .
نعم الأصل أن يقول في الدعــاء للطفل (اللهمَّ اجعله لنا فرطاً وسلفاً وأجراً ) ونحو ذلك ويدعو لوالديه أيضاً كما جاءت بذلك الآثــار عن جمعٍ من السلف
ولا يصح حديثٌ مرفوعٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدّعاء للصبي سوى ما رواه الإمام أحمد (18174 ) وأبو داود في السنن (3180 ) مِنْ طَريقِ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرَّاكِبُ خَلْفَ الْجِنَازَةِ وَالْمَاشِي أَمَامَهَا قَرِيبًا عَنْ يَمِينِهَا أَوْ عَنْ يَسَارِهَا وَالسِّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ )
لكن لو دعا للصَّبي بالرحمةِ والمغفرةِ والاستعاذةِ من عذابِ القَبْر (مع الدعاء المتقدّم ) فـلا بأسَ بهذا ولا يُعّدُّ جهلاً لدخول الصبيان وغيرهم في عموم عفوِ الله ورحمتِه
فقد روى مالك في الموطأ (776) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ
( صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى صَبِيٍّ لَمْ يَعْمَلْ خَطِيئَةً قَطُّ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ )
وهذا إسناد صحيح
قال ابن عبد البر في الاستذكار (3/39)
( وأمّا قوله في الصبي اللهمَّ " أعذه من عذاب القبر" فيشهد له قول الله تعالى ( فيغفرُ لمنْ يَشاء ويُعذّب مَنْ يَشاء ) الفتح 14 ولو عذَّب الله عباده أجمعين كان غيرَ ظالم لهم كما أنه إذا هدى ووفَّق من شاء منهم وأضلَّ وخذل من شاء منهم كان غيرَ ظالم لهم وإنما الظالم من فعل غير ما أمر به والله تعالى غير مأمور لا شريك له وإذا دُعي للصبي أن يعيذه الله من عذاب القبر فالكبير أولى بذلك )
انتهى كلام ابن عبد البر
وقال السيوطي في تنوير الحوالك (1/177)
( وقال بعضهم ليس المراد بعذاب القبر هنا عقوبته ولا السؤال بل مجرد الألم بالغم والهم والحسرة والوحشة والضغطة وذلك يعم الأطفال وغيرهم ) آهـ
والله الموفق