فتى بن صبيح
شكرا لموضوعك الجميل
وأحب أن أخبركم أنه انقبض قلبي حزنا على خبر وفاته المفجع لأنه عملة نادرة في فن أصبح أمثاله فيه يعدون من الغرباء !!!
تعالوا معي في جلسة متعقلة لنأخذ شيئا من مبادئ وأفكار هذا الرجل من أحد المقابلات معه :
******** ذكر معاناته مع الممولين من العرب لفيلم صلاح الدين بما يدعو للخزي من هذه العقول الصغيرة !!
قال في أحد مقابلاته ((حكى العقاد عن أمير عربي عرض عليه أن يمول مشروع الفيلم نظير إقامته لعلاقة خاصة جدًّا مع بطلة الفيلم التي ستكون نجمة عالمية اختارها هو، وحكى عن نظام سياسي ألمح إلى إمكانية تمويله للمشروع في مقابل أن يقوم العقاد بإخراج فيلم عن رأس هذا النظام، وحكى أيضًا عن مخرج ومنتج عربي تفاوض معه حول تمويل الفيلم نظير إدخال تعديلات على السيناريو؛ رآها هذا الشخص بسيطة، ورآها العقاد في منتهى الخطورة، وتنسف الهدف من المشروع ككل!! ))
*******أما لماذا اختار صلاح الدين بالذات ؟ فيجيب :
(((ويمضي العقاد ليؤكد أن وضعنا العربي يشبه وضع العرب أيام صلاح الدين، ويشرح ذلك بقوله: دويلات منقسمة ومفككة وتحارب بعضها بعضًا، وصلاح الدين هو الذي وحّدها وجمع كلمتها، وقام بتنظيف أنظمتها؛ فاستطاع أن يهزم الصليبيين ويقهرهم، وأنا من خلال فيلمي أريد أن أقول: إننا في حاجة إلى مثل هذا الرجل الآن، أو نحن في حاجة إلى اتباع سياسته؛ حتى نواجه التحديات، وحتى نتغلب على المتربصين بنا". )))
*******وكيف رباه والده فأثر ذلك على معطياته السينمائية حتى وهو العربي المسلم بين يهود هوليود يقول :
(((وقد رباني أبي على أن أكون معتمدًا على نفسي؛ لذلك كان تعليقه هو افعل كل ما تريد، واختر حياتك بالشكل الذي يرضيك، لكن كل ما هنالك هو أنني لا أستطيع أن أقدم لك أي مساعدة مادية، وبهذا الشكل لم يكن أمامي ما أفعله غير أن أعمل لعام كامل حتى أستطيع أن أوفر قيمة تذكرة السفر، ولما تمكنت من توفيرها، أخبرت والدي بأنني قررت أن أسافر فوضع في جيبي 200 دولار وفي الجانب الآخر مصحفًا، وقال لي بالحرف الواحد: هذا هو كل ما يمكنني أن أعطيه لك. لكن والدي كان قد أعطاني قبل ذلك الكثير، فقد كان قاسيًا جدًّا في تربيتي الأخلاقية والدينية والبيئية، وهو ما خلق مني رجلاً قادرًا على تحمل المسئولية، وأنا الآن عندما أتذكره أشكر الله على هذا الأب الذي جعلني أذهب لأمريكا فقيرًا معدمًا ماليًّا، لكنه جعلني غنيًّا دينيًّا وأخلاقيًّا وتراثيًّا، وهذا ما جعلني أحافظ على شخصيتي بسبب هذه التربية الجادة.)))
******وحينما سئل عن اسمه الإسلامي العربي وهل سبب له حرجا في ذلك المجتمع المادي المعادي أجاب بقوة :
(((قال: "فيما يتعلق باسمي، فلا أنكر أنه سبب لي مشكلات عديدة لدرجة جعلت الكثيرين ينصحونني بتغييره حتى أتمكن من ممارسة عملي بسهولة، وهو ما رفضته بشكل قاطع، فأنا مقتنع تمامًا بأن تغيير الاسم الذي أعطاه لي والدي يعني أنني تخليت عن نفسي، وعن ذلك الشخص الذي رباه أبي، ووقتها حسبتها وأدركت أن أقصى ما قد يسببه لي اسمي هو أن أبذل مزيدًا من الجهد لأجعل الطلب عليّ يزيد، وهكذا عملت بإصرار وفرضت على الجميع في هوليود وخارجها احترامي واحترام اسمي، وأحب أن أقول هنا إن الآخرين لن يحترموك إلا إذا احترمت أنت نفسك أولاً، وأنا عن نفسي أشمئز من بعض العرب الذين يأتون إلى أمريكا ويغيرون أسماءهم العربية ويتنكرون للغتهم العربية فقط لتسهيل أعمالهم، لكن للأسف هناك، وهذا ما أرجعه إلى عدم امتلاكهم لجذور قوية، وبسبب عدم تخلصهم من عقد النقص؛ لذلك يذوبون في تلك العوالم ويتجاهلون كل شيء، حتى أنفسهم، إنهم باختصار ينسون أنفسهم)))
*******وهو صاحب مبدأ قوي ومحترم وهدف راق يقول عن نفسه بقوة حرف مهيبة :
(((ويضيف العقاد: هذه الأفلام أيضا جعلتني لا أقدم إلا أفلاما ترضيني وتخدم القضية؛ فالحمد لله لست محتاجا؛ لأنني لو احتجت -كما قلت- فسأتنازل عن قناعتي، وأقدم أي عمل لأعيش منه أنا وأولادي، وما يزعجني أحيانا، أنني حين أطلب تمويلاً، يتهيأ للبعض أنني أشحذ، أو عندما أجري أي مقابلة يعتقدون أن الهدف منها الحصول على تمويل، يجب أن يعي العرب أن الإعلام يخدم أكثر من الأسلحة.)))
أخيرا ..
نحن بحاجة للجميع .. لأن الثغرات حولنا كثيرة .. والكسالى عندنا كثييير
__________________
إهداء / أبورائد
|