شعر: عاطف عبد الفتاح - - منقول - -
وأما الذئاب فهم أتقياء
عبيدو السلام سليلو النقاء
وقد ختَّنوا ألسنَ الأشقياء
فما عاد يقوى على قول «ماء»
يسير القطيع إلى الهاوية
وقد خلَّفَ المرعى والراعِيَ
طموحًا إلى جنة عالية
وكل القطوف بها دانية
إلى الهاوية
تقود الخطى شاتُه الغانية
ويرقص لكنْ بلا أغنية
يسير ولم يدرِ أين هي؟
ولا حتى يدري لماذا هي؟
يسير وحسب إلى الهاوية
إلى الهاوية
يسير القطيع ولا لن يُفيق
ليدركَ أنْ ليس ذئبٌ صديق
ولا تلدُ النارُ غيرَ الحريق
وما كلُّ أرض تُسمَّى طريق
وما من سموٍّ إلى هاوية
إلى الهاوية
قطيع يناطح نور السماء
ويجهر في وجهه بالعداء
يخال السرابَ به فيضُ ماء
ومن أجله كم تُراق الدماء
كما عوَّدوه على الأضحية
إلى الهاوية
تيوس القطيع خواء الخوا
نعاج القطيع إماء الهوى
ولو أن فأرًا بجحر عوى
لفرَّ الكباشُ بلا تثنية
إلى الهاوية
ولا تحسبَنْ أنهم غافلون
عن الموت فوقُ فهم مدركون
بركبِ الهلاك فقط سائرون
سليبي الإرادة والأمنية
إلى الهاوية
قطيعَ الخرافِ لِمَنْ سلَّموك؟
لطبع الذئاب وقد طبَّعوك
وبين رحاهم همو عَوْلَموك
لترعى حمى الجنة الفانية
جنة الهاوية
وأما الذئاب فهم أتقياء
عبيدو السلام سليلو النقاء
وقد ختَّنوا ألسنَ الأشقياء
فما عاد يقوى على قول "ماء"
كذا سطوة الباطش الطاغية
باطش الهاوية
قطيعٌ أتى من بقايا الزحام
وليس يريد بعصر السلام
سوى أن يعيش كذا والسلام
وغاية مطمحه العافية
فما من مصير سوى الهاوية
عاطف عبد الفتاح
عضو اتحاد الكتاب وجمعية الكاريكاتير - مصر
|