[أبو سليمان الحامد]

أختي الكريمة قصية العنزي : )

الناس في الحديث عن الأنساب طرفان ووسط .

فطرفٌ يغالي في إنكار الأنساب وذَمِّها والحط من شأنها ..

وطرف يغالي في تقديس الأنساب والقبائل ويفاخر بها ..

والصواب هو التوسط في الأمر ..

فالأنساب علمٌ له شأن رفيع في الإسلام , وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه نسابة العرب في زمانه
وقد افتخر النبي صلى الله عليه وسلم بقبيلته قريش بأكثر من مناسبة " أنا أفصح العرب بيد أني من قريش .. " لأنه من قومٍ فُخُرٌ بأنسابهم ..

وكذلك افتخر عليه الصلاة والسلام بجده عبد المطلب كما في غزوة حنين في الحديث الصحيح :

أنا النبي لا كذب ,,,, أنا ابن عبد المطلب .

والقرآن الكريم أثبت وجود القبائل ولم ينفها " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا "

والعلماء الأوائل عنوا بالأنساب والتأليف فيها مثل كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري , وأنساب قريش للزبير بن بكار , وجمهرة أنساب العرب لابن حزم والأنساب للسمعاني .. وغيرها كثير .

فإنكار الأنساب أو الحط من شأنها غير صحيح شرعا ..

وإنما المذموم هو التفاخر المقيت فيها , ورفع قبيلة للحط من شأن قبيلة أخرى

أو التفاخر بالقبيلة لأجل الكبر والبطر

هذا هو المذموم

أما الفرح برجوع النسب إلى قبيلة كبيرة مثلا فلا غضاضة في ذلك , فالعرب أمةٌ نسّابة

ولهذا كان للشرف مكانه الأسنى عندهم لأنه يُفسد النسب ...


وقد أفاض ابن حزم في بيان شرف علم الأنساب في مقدمة كتابه جمهرة أنساب العرب فليرجع إليه من شاء ...

والسلام عليكم .