الفريدة الحادية عشرة : مع الضمائر :
1. ضمائر المتكلم إما للإفراد نحو : ( أنا , إيايَ , التاء في قمتُ ) , وإما للجمع نحو : ( نحن , إيانا , نا قمنا ) , ويعبَّر عن المثنى بضمير الجمع كما قال إبراهيم وإسماعيل : " {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (128) سورة البقرة , وهذا يدل على أن الاثنين جمع , كما هو رأي كثير من أهل العربية والشريعة , حيث قرروا أن أقل الجمع اثنان ...
2. في ضمائر المتكلم لا فرق بين المذكر والمؤنث , فالاستخدام واحد ( أنا , نحن , إياي , إيانا , قمتُ , قمْنا ) كلها صالحة للمذكر والمؤنث , وكأن اللغة توحي بأنه لا فرق بين جنس المتحدثين , وإنما الفرق في الحديث نفسِه .
3. ضمائر الرفع المنفصلة ( أنا , أنت , هو ) غالباً ما يكون إعرابها أحد خمسة أشياء :
· مبتدأ : أنا حاضر , أنتَ كريم , هو نائمٌ .
· خبراً : الكاتبُ أنا , الكريمُ أنتَ , الشجاع هو .
· فاعلاً ( ولا يكون إلا مستتراً ) نحو : زيدٌ يكرم أضيافه , الفاعل في ( يكرم ) ضمير مستتر تقديره ( هو ) ( إلا إن وقع الضمير بعد حصر فإنه يكون بارزاً ) نحو : إنما أكرمَك أنا , ما قام إلا أنتَ , فالضمير ( أنا , أنت ) في المثالين السابقين : فاعل مرفوع .
· نائب فاعل : الكلام فيه كالكلام في الفاعل : ما أُكْرِمَ إلا أنا .
· بدل من ضمير سابق , كقول : لا إله إلا هو , فالضمير المنفصل ( هو ) بدل من الضمير المستكنّ في الخبر , كما هو مشهور في إعراب كلمة التوحيد .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]