[بندر 1430]

لاحظت كثيراً العلاقة السيئة بين الإعلام و الحرص على تطبيق أحكام الشارع الكريم سواء كانت تلك الأحكام واجبة أم مستحبة كذلك صورة تلك العلاقة حين تعبّر عن حال بعض من هداهم الله لإطاعة أوامره و إجتناب نواهيه في أي مرحلة من مراحل حياتهم ..

فعلى سبيل المثال .. و حتى فترة زمنية ليست بالبعيدة .. كنتُ أتخذ أحدهم قدوة لي لدينه و تمسكه الشديد بالثوابت .. ولأنه يمتلك أسلوباً متميزاً في الإلقاء و الشعر تعاقدت معه إحدى القنوات الفضائية ليعمل لديها كمذيع ومقدم لبرنامج ثقافي يجمع الأدباء كل أسبوع لمناقشة أحوال الشعر والأدب .. في البداية لم يطرأ أي تغيير على فكر و حال ذلك الرجل .. لكن مع مرور الوقت .. حصلت تغيرات كثيرة في ملامحه و شخصيته حتى أفكاره تحولت إلى أشياء أخرى تنافي ثوابته والتي كنت أؤمن حينها بأنها لن تزول حتى تفارق روحه جسده ..

لا أستطيع الحكم عليه أو حتى على غيره سوى بالظاهر منهم أما الباطن فلا يعلمه إلا الله لكن السؤال هو لماذا يتنافس بعض الأخوة الملتزمين و الدعاة للظهور في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة وهم يعلمون أكثر من غيرهم السلبيات التي قد يجنيها الإنسان منها؟