’‘
دَائمـاً مَـا أنظُــر إلـى طِفلـــِي الذي تَبــدُوا مــلامحـه تُشــبـهنـي بكَــثِـير ...
بِـنظـرة حُـب و إعجـاب تغمُـر قلبـي !! لا عَجــب ! فهـوَ يشبهنــي بكثيـر , يشبهنـي من حيث ملامحـي عندمـا كُـنت في عُـمرة ..!
و يشبـهني بتـصرفــاتِـه فـدائمـاً كانت والدتـي تُـردد حينما ترى تصرفـاتـه ( بـأنهـا تصرفاتـي عندما كُـنت في عُـمرِة ) وهذا ممـا يزيدنـي فخـر !!
و غالبـاً ما تظــهـرُ عـلى شَفَـتاي إبتـسامة لا إراديـة عندما تقوله والدتي ...
إعتَـدَلـت في جلستـي لأكون مُـقابلاً لطفلي وهو يلهـو بألعـابه بجانبي ! لأُحَلِـق مع خيال مُمـتِع بالنسـبة لـي ...!!
مددت يدي لآخـذ صـورٍ كانت على طاولتي الخشبيـة , أخذت تلك الصور .. ونظـرت إليهـا
فقد كانت صور طفلي من حيثُ الولادة إلى هذه اللحظـــة ! حَـدَقتُ النـظر و أطَلــت بأول صورة له ..
منذ أن كان عمـرة أقل من أســابيع !! أخرجتُ صوري من جيبـي عندما كُـنت صغيـراً ’ و بــدأت أنظـر لطفـلي تـارة و إلى صوري تـارة أخـرى !
وجدتهـا مُـتشابـهه تمـامـاً ..!! حيثُ لا فرق كبيـر يوجـد ...
إبتسمـت في داخِـلي و تذكرت بعض المواقِـف التي يفعـلهـا صغيري وقد فعلتُـها من قبلِـــة !
و أسلـوب حدِيثـــة و أفعـالِـة فهي تُـطابِق مـا أفعلُــة عندما كُـنت صغيـراً ...
رَفَـــعتُ رَأسـي لأنــظُـر إليـة بطبيــعَتِـه من دون ذِكـرَى !! ولكــني صُعـقـت و فـزعت ممـا كـان يفعـل !!
فقد كان ( يُحـاوِل تقليـد المُـدَخنـين فهـوَ يضـع بين إصبِعـَـية شـئ مـا يَتَـخايل بـأنهـا سـِــجـارة ) !!
لَـم أُصَـدِق ما تـراه عينــاي .. فهـذا الفعــل لم أعـهده من قبل على نفسـي ! فمـا الذي جعلـه يفعلـه !؟؟
و خـاصة بـأنة لم يـرى قريبـاً يُدَخـن أمـامـه ! فزعـت من هذا الفعل !!
حتى قُـمت من الكـرسـيّ الذي كُـنت جالِـساً عليـة من دون أن أشعُـر ..!
إقتـربت منه فنظـر إلـيّ بِـخَوف من ما رَآه على ملامحـي من دهشـة و ذُهُـول و إستغـراب !!!
قام من مكـانِـه عفـواً ألعابِـه إلى حيـثُ يـريد الخروج خائِـفاً من ملامحي .. أمسكـته قبل خروجِـه و وددت أن أحـادثـة بأسلوب هادئ لكي يتكلم بصراحـة و وضـوح !!
قُـلت بِنَـبرَة خافِتَـة ربمـا تَتَـقَطـع بين فتـرة و أخـرى من شدة إندهاشـي بفعلَـتِــه !
قُــلت : ( بُــنَـي من الـذي رَأيتـه و أحببــت تقليــدَه بِـفعلَـتِـه ) !؟؟
نظـر إلـيّ نظـرة لم أعلـم ما مقصَدُهـا بالضبط ...!! ولكني كُـنت أجـزم بـأنـه سَيَـنطُــق بالصـدق !
قَـال : ( فقـط كُـنت أفعل ما فعـل أُسـتَاذي بوقـت الإستِـراحـه بالمَـدرَسـة ) !!
صَدَمَـني و ألجَمَـنِـي قَـولـه ! فـأي أُستـاذ هـذا !؟؟ أهـذا يُسَـمى أُستـاذ !؟؟ أهـذا هـوَ قُـدوَة الأجيـال النــاشِـئيـن !!؟؟
أهــاذي تَـربِـية تُـعَد جَـيدة !؟؟ أيهــا الأُستـاذ أو عُـذراً فهـوَ ليـس بـأستـاذ ! ألـى تعلـم بـأن خلفُـك أطفـال تُـعَد بالنسبـة لهُـم قُـدوَة !؟؟
بِـصَـراحَـة بعد قـول طـفلي تَبَـعثر الحـديث لَـدي ...
فلـم أعُـد أنطُـق أي كـلام !! فـإستَجمَــعتُ نفسـي و أرغمـت لِـساني على الحَـديث
لِـيَـقُــول لطفـلـي ..
: ( صَـغِــيرِي لَا تَــقتَـدِي بـأُستَــاذك ) !!
’‘