أخي الكوماندو :
أولاً : أقدر فيك الروح الأخلاقية العالية والحوار الهادئ وهذا ظني فيك .
ثانياً : بالنسبة لقضية اليساري واليميني فقد قرأت في مجلة حصاد الأخبار عن جريدة القبس هذا المصطلح وبصراحة لاأعرف لهذه المجلة مكاناً ولا أخفيك أني تعبت من عناء البحث عن هذه الجريدة ولكن مع بالغ الأسف لم أجدها .. ولكن تبقى أنها ليست هي موضوعنا الأصلي ..
سبق وأن أوردت في ردي السابق تعريفاً عن العلمانية ولكن نسيت أن أذكر شيئاً مهماً في هذا الأمر .. ألا وهو أن التعريف السابق هو من أفواه العلمانيين المستغربين أنفسهم ولكن لو رجعنا إلى لغتها الأصلية الإنجليزية فهي secularism وفي الفرنسية secularite وبإمكانك الرجوع إلى ترجمة هاتين الكلمتين لتجد أن ترجمتهما تعني اللادينية .. أي أن تعريف العلمانية على المفهوم الصحيح وباختصار هو اللاديني ..
انتهينا من تعريف العلمانية ولنبدأ بهؤلاء العلمانيين القصيبي والتويجري ..
أما كلامك عن التويجري وأنه خدم الإسلام وأنشأ وأنشأ إلى غير ذلك فأقول لك .. لتعرف أن التويجري (والحق يقال) لديه تفكير سياسي منقطع النظير فهو بذلك يريد أن يكسب العلماء والمفكرين من جهة ويبث سمه الزعاف من جهة أخرى .. ولكن العاقل والمدرك يتنبه لهذا الأمر .. وحتى يستعد لضربة قاصمة لأهل الخير والإصلاح .. ولك أقرب مثال على ذلك ..
جورج دبليو بوش وكما هو معروف أنه من أشد أعداء الإسلام ..
فبعد أحداث 11 سبتمبر يصعد منبره ليفاجأ الصحفيين بقوله (أن الإسلام دين سماحة ودين يسر وأن لا علاقة لأحداث 11 سبتمبر بالمسلمين ) ثم بعدها يعلن أنه سيضرب دولة أفغانستان بادعاء محاربة الإرهاب .. وسؤالي لك : هل نعتبر بوش متعاطف مع المسلمين وأنه محب للإسلام والمسلمين بعد كلامه هذا .. أبداً .. ولكن من واجبه أن يقول مثل هذا الكلام حتى إذا ضرب أفغانستان يقول الشارع العالمي أنه ليس من المعقول أن يضرب المسلمين وهو بالأمس يثني عليهم ويمجدهم .. إنما الضرب على الإرهاب .. ولا أظن أن هذا يخفى على ذي لب .. وخلاصة الكلام أنه لا يستبعد أن يكون التويجري يخدم الدين حتى يقول الناس من غير المعقول أن يكون التويجري رئيس المهرجان الثقافي للتراث والثقافة أن يكون علمانياً .. وأنا هنا أقول ((لا يستبعد)) ولم أبت في الموضوع ..
ولكن لو تطرقنا لحياته السابقة أيام الملك فيصل لوجدنا أنه من رؤوس القوميين المتطرفين آنذاك ولكن لا أدل على علمانيته إلا إحضار تركي الحمد والعجاجي إلى مكتب الأمير عبد الله والأول معروف بعداءه للدولة قبل الدين ..
وأما غازي القصيبي فهو من يعترف بعلمانيته من خلال كتاباته .. وإليك بعض الأدلة ..
أولاً : كذبه على المشائخ الكرام وإليك بعضاً مما قال :
في رده على الشيخ سلمان العودة حفظه الله ص42 قول الشيخ ما لم يقل وذكر مانصه : (... يقول أحد الفقهاء السياسيين مخاطباً ولاة الأمر في المملكة .. سبحان الله هل تركتم المجال لأحد أن يتحدث لقد أمسكتم بخناق الصحف ووسائل الإعلام ..) ووالله لقد كذب فلقد تكلم الشيخ عن أرباب الهوى وخاصة في الصحف الذين الذين لا يسمحون بنشر مايخالف مرادهم ..
الدليل الثاني : في رد الدكتور على الشيخ عائض القرني ص 29 قول الشيخ (بتشديد الواو) مالم يقل وهذا نص كذبه ( واستحلفكم بالله أيها المسلمون من الذي يشكل خطراً على الإسلام والمسلمين الرجل الذي ألف مجموعة من الدواوين تصور حال المسلم في يأسه ورجائه وغضبه ورضاه وحبه وإحباطه) .. بالله عليك هل من المعقول أن يقول الشيخ عائض هذا الكلام وهو من أشد أعداء غازي القصيبي .. كذب ما بعده كذب .. ومن يجرؤ على الكذب على العلماء ولحومهم مسمومة إلا علماني كهذا ..
وأما ما سجل من اعترافاته هو هذه الوثيقة :
1/ كتبت مجلة النيوز ويك في 17 إبريل عام 1987م على لسان الدكتور غازي قوله ( إذا لم تأخذ في حسابك تطلعات شعبنا إلى الحياة الإنسانية عبر ثلاثة آلاف عام عاشها في حياة لا إنسانية فإنك لا تستطيع أن تقدر مدى تلهفنا وعجلتنا للوصول إلى الحياة الإنسانية ) أي تجرد من الدين بعد هذا .. وهو بقوله هذا يعتبر الحياة في ظل الإسلام وتحت حكم الإسلام لا إنسانية .. وقد صدر بحقه عدة فتاوى منها فتوى الشيخ عبدالله بن حميد والشيخ ابن باز رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته وإن شئت أطلعتك على نص الفتوى أو الوثيقة الخاصة بالفتوى أو الوثيقة التي تنصل من دينه بهذه الكلمات .. وكلامه هذا يدل على أنه لاديني كما هو المصطلح الأصلي لكلمة العلمانية ..
وأما ما سأورده لك يدل على علمانيته بفهمه هو ومن سار على دربه من العلمانيين المستغربين والذي يدعو لفصل الدين عن السياسة ..
2/ في نشرة صوت الكويت بتاريخ 20/5/1411 هـ قال فيه مانصه ( نتمنى على بعض علماءنا الكرام أن يبقوا في مجالات تخصصهم وألا يزجوا بأنفسهم في بحار السياسة وهم لا يحسنون السباحة حتى لا يغرقوا ويغرقوا شبابنا الحائر معهم وقديماً قال فقيه ألمعي (( بين أصحابنا من أرجو بركته ولا أقبل شهادته )) قلت : في أمور السياسة ) أهـ .
قل لي بالله عليك إن لم تكن العلمانية هي ما ذكر فما هي العلمانية ؟؟ أليس هذا الكلام تصريح بفصل الدين عن السياسة ؟؟
والعالم أجمع يشهد أن القصيبي والتويجري هما رؤوس العلمنة في بلادنا هذه ولا ينكر هذا إلا مكابر .. ولكن ماكتبته تبييناً لمن جهل وإبراءً للذمة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تحياتي : مالكوم إكس
__________________
آية الله :
مالكوم إكـXــس
|