فضيلة الشيخ د. ناصر العمر يحاضر في ( جامعة القصيم ) ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وبعد :
شَرُفت اليوم الأربعاء ( 21/10/1426 ) - وحُق لها أن تشرف - جامعةُ القصيم ، بحلول الضيف الضافي ، والعلم الأشم ، والمربي الناصح ، الشيخ الفاضل أ.د. ناصر بن سليمان العمر ..
ألقى أولاً - رعاه الله - محاضرةً في مبنى الكليات النظرية ( الإمام سابقًا ) ، ابتدأها بعد التاسعة صباحًا بقليل ، أمتع فيها الأسماعَ ساعةً أو أكثر، ثم توجّه إلى مبنى الكليات العملية ( المليدا ) ليُتمَّ الموضوع ..
موضوعه - حفظه الله - في محاضرتيهِ موضوعٌ واحد ( معالم من ملة إبراهيم ) ..
أثار - سدده الله - في بداية المحاضرة ( في مبنى الكليات النظرية ) نقطة مهمة .. إذ أشار إلى أهمية تتبع مواضع الحديث عن إبراهيم - عليه السلام - في القرآن الكريم ، وقد كلف بعض طلابه بتتبعها ، فلما عُرضت على الشيخ وجدها ثروةً عظيمة ، لم يُنتبه لها .
ثم تطرق إلى أهمية تدبر القرآن الكريم ، وأنه المقصود الأساس من تنزيل القرآن : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } .
وعرض - بأسلوبه الماتع - نماذج من أثر التدبر ، ومنها قصة موسى - عليه السلام - والقبطي ، وكيف تُنزَّل على وضعنا الحاضر .
وبيَّن أن التدبر علاج للكثير من الأمراض ، الجسدية ، والنفسية ... وأيَّد ذلك بحقيقة ذكرها له بعض المسؤولين عن مستشفيات الصحة النفسية ، من أن أهل القرآن ليسوا من المرضى النفسيين الذين يدخلون تلك المستشفيات ، إذ أهل القرآن هم أطبَّاءُ هذه الأمراض .
ثم وضَّح - حفظه الله - أسباب اختيار إبراهيم - عليه السلام - ، وذكر بعض خصائصه وفضائله .
ثم بدأ بعرض معالم مهمة في ملة إبراهيم - عليه السلام - ، منها :
- الرشد .
- الحوار .
- التيسير .
- سلامة الصدر .
- الأمن .
- قصة الذبيح .
وقد تكلم الشيخ - أيَّده الله - عن كل واحدة من هذه النقاط بكلام مختصر ومركَّز .
ثم استعرض بعجالةٍ بعض المعالم ، مثل :
- حسن التخلص من المواقف .
- وضوح المنهج .
- اطّراد المنهج ، وعدم تذبذبه .
- خطابه لجميع الشرائح .
ثم تطرَّق في الختام إلى أن الاتباع يكون للمنهج والطريقة ، لا للأشخاص ، وأكد كلامه بمثل قوله تعالى : { فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } ولم يقل : فاتبعوا إبراهيم ، وقوله تعالى : { وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ } ولم يقل : عن إبراهيم ، وقوله تعالى : {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } ولم يقل : فاقتد بهم ... إلخ .
ثم فُتح المجال للأسئلة الشفهية ، فألقى أحد الحضور قصيدة في مدح الشيخ ، وأوقفه الشيخ في أوائل الأبيات قائلاً : "أعطِ الحضور ما ينفعهم ، هذا لا ينفع" ، لكنه ألحّ في إكمالها ، فألقى منها جزءًا لا بأس به ، حتى أوقفه الشيخ أخيرًا ، ثم علّق على القصيدة بنقطتين أحدهما عن استغلال الموهبة في نفع الأمة ، والأخرى عن التفاؤل - وقد ذكره في القصيدة - ، وأن الآلام محاضن الآمال .
ثم خُتمت المحاضرةُ .
أسأل الله أن يجزي الشيخ ناصرًا خير الجزاء ، ويبارك فيه وفي علمه وعمله ، ويزيده من فضله ، إنه جواد كريم .
لمحات ..
- امتلأت قاعة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - .
- لم يستطع الحضورُ السلامَ على الشيخ ، نظرًا لضيق الوقت .
- ذكر الشيخ أنه سجّل ثلاثين حلقة تلفزيونية باسم ( إن إبراهيم كان أمة ) ، يتمنى أن تعرض قريبًا في المجد أو غيرها .
- الشيخ يحرص على المجد أكثر ، وإن كان يضطر أحيانًا للخروج في غيرها لمخاطبة شريحة معينة ، كما قال - سدده الله وبارك فيه - .
- بالنسبة لبرنامج ( آيات للسائلين ) .. ذكر الشيخ أنه أعطى ( المجد ) اثنتين وخمسين حلقة كاملة ، لكن لبعض الظروف عندهم ، اختاروا بعضًا منها للبث .
----------------------
الإخوة أهل ( المليدا ) ..
هل لكم أن تتحفونا بشيء مما سمعتموه من الشيخ - حفظه الله - ؟
__________________
كثرت ذنوبي ، فلذا أنا نادم .
أسأل الله أن يتوبَ عليَّ ، ويهديَني سبيل الرشاد .
وما أملي إلا ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾ .
أبو عبد الله
|