أيها الكرماء :
إن مما يجب التنويه له والتبصير أن البعض يظن أن من خالف منهجك أو نقمتَ عليه مسلك أنه لا يُؤمر بخير أو يُنهى عن شر !!
وهذا مخالف لصريح القرآن وهدى السنة ، إذ أن القرآن قصّ علينا أصحاب السبت وكيف اختلفتا طائفتين فيهم خير بشأن أخرى سيحل بها العذاب !
فأحد الطائفتين أنكرت على الأخرى المُنكرة بقولها { لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً }
جاء الرد فوراً دون تردد ممن عرف الحكمة من إرسال الرسل وإبلاغ الدين للمعذرة وقيام الحُجة ، وهم الطائفة المنكرة { قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىَ رَبّكُمْ وَلَعَلّهُمْ يَتّقُونَ }
وهدى السنة أكثر من أن تُحصر بنطاقِ أسطر وكيف أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كرر الدعوة مراراً وتكراراً على من عُرف عنه العناد الشديد !
فإننا وإن كنا نؤمن أن هولاء شيوخ السُلطة قد طال عليهم أمد الغفلة واللهث حول المناصب ، حتى كرهتهم قلوبنا ،
وحتى أصابتهم غِشاوة على عيونهم عن مصائب السلطان ومن دونه الممتحنين للناس في دينهم حرباً عليهم بالوكالة !
فإنه لزاماً علينا أن نواجههم بالنصح الذي هو في الوقت نفسه إنكاراً عليهم هذا الخذلان وتفريطهم الأمانة ،
فصاحب الخطأ يعتبر النصيحة إنكاراً ، وصاحب الصراط القويم يعتبر النصيحة تثبيتاً له وتأييداً ، "فتأمل"
فتجد من الأول زجراً لك عند تأديتها له ولو بأفضل الأخلاق وأرقّها ! ...كل صيحة عليهم هم العدو...
وفي الآخر دعاءً لك واذعاناً وهو بحاجة لذلك ولو كان أفقه أهل الأرض ،
ولنا في أحمد يوم المحنة قدوة وكيف أن السُرّاق يثبتونه وهو يدعوا لهم بهذا الكلام الطيب ،
ولاريب أنه يفقه مايقولونه قبل ولادتهم!! ولكنه فقه التذكير والتثبيت ،
وإن دندن البعض أن هولاء يتعذرون بأنهم لاحيلة لهم !!
فقيامي بأمر الله من الإنكار والنصيحة على الكبراء والوجهاء هي معذرة لله تبارك وتعالى ،
وفي قرارت نفسه الجواب الذي لامفر منه يوم القيامة ( بأنه هل يستطيع أم لا ) .
ولامانع من الإستشكال ليعود الإستحضار
دمتم