’‘
منـذ أن كُـنت صـغيراً كُـنت وعـــاء فَـارغ يستقـبل و يخـزن فقـط !! فتجـد في داخلـي العـديد من الأمثـال و الأقـوال التـي أتحـفظ بهـا ...
سـواء تلـك المقـولة صحيحـة أم خـاطئـة !
ولكـن المقولـة التـي هي بحـق
تسكــن فـي داخــلي مقــوله : ( حَــدِر جـبـل ولا تحــدِر طَـبــع ) !!
منذ أن نشــأت وأنـا أسمــع بهــا حـتى أيقنــت بهـا تمــامـاً ..!
تَـغلغَــلَـت فـي نفـسي و أصبحــت شبـة متمكــنة من شخـصيتــي , فقـد كُــنت بعـض الأحـيان أعلــم بعيــوبي من ( صَـدِيـق صَـدُوق )
ولكـني أتجــاهل سمــاعِهــا لأنـي كُــنت في داخلـي واثِـق بأنـي لا أستـطيع التخلـص من عيـوبي و كنت أردد مقـولــة :
( حَــدِر جبل ولا تحَــدِر طَــبـع ) كلمــا هَـمِـم صَـديقـي بِبَــوح عيـوبي !!
فـي ذلـك المـساء قـررت أنا و صَـديقــي الذهــاب لمحــاضرة في الجــوار كانت بعــنوان : ( دعــوة الإســلام إلـى الأخلاق الفــاضـلة ) !
بـدأ الشـيخ حَـدِيـثـة بالصـلاة علـى أفضـل المرسليـن ومن ثُـم بـدأ بأقـوال السلـف الصـالحـين حـتـى قـال : إن محـمد - صلـى الله عليـه وسلـم – قـال :
( إنمــا بُعــثت لأتــمِّـم مكـارم الأخلاق ) !!
في هـذه اللحــظـة كـأني صحــوت من نـومٍ عميـق ! دام مـُـدة من الـزمن ..
فـدار في مخــيلتـي ذلك الـسـؤال الذي لا أعلــم ماهـي إجــابتـه ! قُلــتُ في نفســي :
( أين أنـا من هــذا الحـديث الشـريف ) !؟؟
الذي فيـه إشــارة بيـِّـنة إلـى أن مكارم الأخـلاق من الأمـور ( المُـكـتَـسَــبة ) غالبـاً لا الجـِـبِلِّـيَـة المحضـة !
وهي أيضـاً من أهـداف دعـوة النبييــن أجمعــين , بل لقـد كثــرت توصيـات الرسـول – صلـى الله عليـه وسلـم – بأهمـية ممــارستهـا في كل زمـان ومكــان !
حتـى قـال : ( ما من شـئ أثــقـل في ميـزان المــؤمن يوم القيـــامة من خلق حــسن , و إن اللــه تعالـى ليُبـغِـض الفـاحش الــبذئ ) !!
من هُــنا أخــذتنـي الذكــرى إلى تلـك المقــولة : ( حَـدِر جبل ولا تحَـدِر طَــبع )..
فأيقنــت أنهـا خــاطـئة !!
عندمـا فنيـت المحـاضرة و إنتــهت خرجـت مُـعاهِـداً نفســِي إلى أن أُغَــير من نفسـي ومن أخطـائـي وعيـوبي وأحَـدِّث غيـري بعيــوبهـم لِيُـصَحِـحُهـَـا !
فـي الخـارج كنت أنا في المقـدمة وخلفـي صديقي فـإلتفــت إلـية
وقُــلـت : ( أَهـــدِنِـي عيُـوبِـي فَـإِنِـي أستَــمِــع ) ..!!
’‘