...
اتجهت إليهن بقلبها وقالبها
بناتي أنا أستطيع أخرجكن كما أردتن وألبي النداءات القلبية في صدوركن
نريد أن نخرج كما خرجوا !
لكني تعمدت إغلاق الباب وتركتكن تمكثن قليلا لتعلمن
أن لغة : نخرج كما خرجوا ، ونفعل كما فعلوا ، ونشتري كما اشتروا
، ونأكل كما أكلوا هي لغة من شرب من كأس الجنون فانجن
هل ترغبن بشرب كأس الجنون مثله !
هل تعرفن قصته !
كادت نظارت الإعجاب تخرم جسدها !
كيف ؟ ومالمقصود أستاذتي ؟
قالت : سأقص لكن القصة
-
يحكى أن طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة ..
فصار الناس كلما شرب منهم أحد من النهر يصاب بالجنون ..
وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ..
واجه الملك الطاعون وحارب الجنون ..
حتى إذا ما أتى صباح يوم استيقظ الملك وإذا الملكة قد جنت ..
وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!
نادى الملك بالوزير : يا وزير الملكة جنت أين كان الحرس ..
الوزير : قد جن الحرس يا مولاي
الملك : إذن اطلب الطبيب فوراً
الوزير : قد جن الطبيب يا مولاي
الملك: ما هذا ، من بقي في هذه المدينة لم يجن ؟
رد الوزير : للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وأنا
الملك : يا الله أأحكم مدينة من المجانين ؟
الوزير : عذراً يا مولاي ، فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء ..
ويدعون بأنه لا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا
الملك : ما هذا الهراء ! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون !
الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون!!
لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب..
ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن ..
هم الأغلبية .. هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة ..
هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون
هنا قال الملك : يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون .
إن الجنون أن تظل عاقلاً في دنيا المجانين !
هكذا صار بهم الحال بناتي بسبب أنهم أعلنوها تبعية غيرهم
وتهميش مبادئهم ولو كانت صحيحة .
بناتي الحبيبات ()
تفردي بشخصية لا مثيل لها
لا تنظري لفلانة فتعملي بعلمها وتغضي طرفك عن الصحيح والخاطئ
ولاتهملي عقلك وتلهثي خلف ( كما )
إن عشتن تحت مظلة ( كما ) فستعشن حياة الإمعة الضائعة
وقد كان يحذرك نبيك - صلى الله عليه وسلم - بقوله : ( لا تكونوا إمَّعَة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا،
وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا،
وإن أساؤوا فلا تظلموا ) رواه الترمذي وحسنه.
جزيل الشكر للقارئ والناقد والمطلع
__________________
[POEM="type=3 color=#339933 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]
*
فقلت للأبـرار أهـل التـقى والـدين لما اشتدة الكربة
لا تنكـروا أحوالكـم قد أتت نـوبتكـم في زمن الغـربــة[/POEM]
|