زفراته يتبعها أنين .. قلبه لم يعد يحتمل .. ملّ من الصبر و من مجاراة الصابرين صبرهم ..
بجرأة المتألم .. حدّث صديقه عن حال رفيقة دربه ..
قال .. هي عابدة زاهدة .. تحرص على الإكثار من أداء الصلوات غير المفروضة و تلاوة القرآن و الإستماع للمحاضرات ..
لم ألحظ منها أي تقصير في أداء واجباتها تجاه خالقها .. والله وحده أعلم بها أكثر مني ..
أحببت تلك الصفة فيها منذ أول ليلة إجتمعنا بها ..
حتى أنّي كنتُ أحدّث من أثق بهم بأني سعيد كونها أم لأبنائي ..
لكن مع مرور الوقت .. بدأت ألاحظ بأني أكاد أفقد معظم حقوقي كزوج ..
فهي مقصرة معي لدرجة اللامبالاة ..
كنتُ في البداية لا أجرؤ على مصارحتها فيما يقلق مضجعي .. وكلما أردت الإقتراب منها لأتحدث إليها أشعر برغبة في الإبتعاد عنها أميال حتى لا أجرحها بكلمة ..
وفي يوم من الأيام طلبتُ منها أن نجلس سويّاً للتحدث حول مستقبلنا .. ولعلي أجدها فرصة للبوح ..
وقبل أن أشرع بالحديث عمّا يؤرقني .. قاطعتني و قالت ..
الدنيا زائلة لا شك في ذلك .. وأنا بحاجة لعمل صالح يؤنس وحشتي يوم أن أكون وحيدة في ظلمة القبر ..
هلا تركنا الحديث عن الدنيا و ركزنا كثيراً على ما بعدها؟
.
.