[سارب النهار]

تنويه للمشاركين في الردود على بيان المخرج القدير احمد الحمادا

إن النقد إذ يمارس فإنما يتحقق النفع منه, ويرتقي إلى الجدوى والفائدة, في ضوء بصيرة نافذة, وفكر يقظ ونفس مطمئنة إلى الخير, ساعية إلى مبدأ سام, بعيدة عن الهوى والأغراض القريبة, والمصالح الشخصية والعلاقات المتوترة, والمواقف المسبقة, والأمراض الداخلية الخطيرة, من حقد وكراهية, ونفس ملوثة بالأدران, غارقة في سواد الخصومة, رخيصة من الداخل, تتآكل في نيران الغيرة والحسد والاغتياب المرضي....
كما أن من أبرز مبادىء النقد الايجابي, ذكر المحاسن إلى جانب المساوىء, والابتعاد عن لغة السخرية والسباب المقذع والعبارات السوقية, والترخص في التعبير, وعدم الركون إلى المقذع والمنفر من القول, بما ينطبق مع لغة الحوار العليا, بالحكمة والموعظة الحسنة" و "الجدال بالتي هي أحسن.." لئلا يكون الناقد "غليظاً سمجاً" أو طعاناً لعاناً, أو فاحشاً وبذيئاً.." فإذا حصل ذلك كان قوله تعالى "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك.." وما كان من الممكن أن يكون للكلام المقذع, والعبارات السمجة, والألفاظ الموبوءة أن تؤتي ثمارها, ولا أن تبلغ القلوب, وتؤثر في الضمائر, فكيف إذا كانت إلى جانب رداءتها, ولفظها وانغماسها في أوحال اللفظ المستهجن والقبيح, غارقة في الافتراءات والترهات, معتمدة الزيف والزور والمهاترات, في وقت يكون الناس أحوج ما يكونون إلى تبليغ الكلمة الصادقة, والموقف النبيل, والرأي السديد, وقرع الحجة بالحجة, والبرهان على مواقف وقيم وآراء, يعد التعبير عنها وترجمتها إلى العيان خدمة بالغة لهدف نبيل ومطمح كبير.